الغارديان: تهديد واشنطن بعقوبات شاملة اعتراف دولي بفشل مساعي وقف الحرب في السودان
الغارديان: تهديد واشنطن بعقوبات شاملة على طرفي النزاع اعتراف دولي بفشل مساعي وقف الحرب في السودان
وكالات : سودان سوا
في تطور لافت يعكس حجم الإحباط الدولي من انسداد الأفق السياسي والعسكري في السودان، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن الإدارة الأميركية تدرس فرض عقوبات واسعة وغير مسبوقة على كلٍّ من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد أشهر طويلة من الفشل في تثبيت أي مسار لوقف إطلاق النار.
وبحسب التقرير، فإن خطوة واشنطن تمثل اعترافًا صريحًا بأن كل الجهود الدبلوماسية السابقة — بما فيها محادثات جدة ومسارات المبعوثين — لم تُثمر شيئًا، وأن الحرب دخلت مرحلة “النزيف المفتوح” دون مؤشرات حقيقية على التراجع.
ضغط متصاعد وقراءة أميركية جديدة
ووفقًا للصحيفة، فإن دوائر القرار في واشنطن ترى أن استمرار الحرب قد يقود إلى:
تفكك الدولة السودانية بصورة كاملة
تمدد الجماعات المسلحة عبر الحدود
تهديد الملاحة في البحر الأحمر
توسع النفوذ الروسي والإيراني في القرن الأفريقي
كما أشارت الصحيفة إلى ضغوط مارستها منظمات إنسانية ودوائر الكونغرس لإجبار الإدارة الأميركية على “كسر حيادها” تجاه أطراف النزاع، خاصة بعد فشل كل مبادرات الهدنة خلال العامين الماضيين.
ماذا تحمل العقوبات؟
التقرير يوضح أن العقوبات المتوقعة قد تشمل:
تجميد أصول لقادة الطرفين
قيودًا على السفر
استهداف شركات وأفراد يدعمون المجهود الحربي
عقوبات ثانوية على دول وشركات تموّل أو تسهّل استيراد السلاح
ووفق محللين تحدّثت إليهم الصحيفة، فإن العقوبات إذا نُفّذت بهذه الصورة ستكون “الأكثر قسوة” منذ بداية الحرب.
قراءة سودانية: هل يغيّر هذا المعادلة؟
يرى مراقبون في الخرطوم أن الخطوة الأميركية تحمل رسالة مزدوجة:
1. تحذير للطرفين من استمرار الحرب بلا سقف
2. ضغط لفتح مسار سياسي جديد قد يستبعد قيادات عسكرية من الطرفين
لكن آخرين يعتقدون أن العقوبات — حتى وإن كانت واسعة — قد لا توقف الحرب مباشرة، لكنها ستؤثر على الموارد المالية واللوجستية للمقاتلين، وهو ما قد يعيد تشكيل موازين القوة على المدى المتوسط.
رسالة الغارديان واضحة:
العالم وصل إلى قناعة بأن الحرب لن تتوقف بإرادة الأطراف المتحاربة، وأن واشنطن تستعد للانتقال من دور المسهّل إلى دور المُعاقِب.