شاهد الفيديو  /  احد قيادات المجانين يحكي القصة الكاملة للمسيرة التي استهدفت قيادات القبيلة ومن اطلقها

متابعات  / سودان سوا
مأساة دايار المجانين إلى واحدة من أكثر الحوادث وحشية في ولاية شمال كردفان، بعدما نفذت ميليشيا الدعم السريع مجزرة غادرة بحق ناظر عموم المجانين الأمير سليمان جابر وعدد من رموز الإدارة الأهلية، إثر استهدافهم بطائرة مسيرة أثناء اجتماع دعا إليه الناظر لتهدئة الأوضاع.
خلفية الأحداث
منذ اجتياح ميليشيا الدعم السريع لولاية شمال كردفان، وقعت منطقة دايار المجانين تحت سيطرة تلك القوات. وعلى الرغم من طابعها الريفي المسالم، سعت الإدارة الأهلية بقيادة الأمير سليمان جابر إلى منع الميليشيا من التمركز داخل المدينة، حرصًا على سلامة الأهالي، واقترحت عليهم التمركز في موقع بعيد عن السكان مع السماح بدخول المدينة للحاجات الضرورية فقط.
وفي الشهور الماضية، كانت الميليشيا تكتفي بإرسال دوريات متقطعة إلى داخل المدينة للتزود بالمؤن أو للتجوال، دون احتكاك يُذكر، إلى أن وقعت الحادثة المفصلية يوم الخميس الموافق 16 أكتوبر.
شرارة الانفجار
وفق روايات شهود عيان، وصلت دورية من خمسة عناصر تابعة للميليشيا إلى مركز خدمة إنترنت “ستار لينك”، حيث أقدموا على جمع هواتف الزبائن في محاولة للنهب، لكن مجموعة من شباب المدينة تصدّت لهم بشجاعة، فنجحوا في تجريد ثلاثة من الجنود من أسلحتهم وقتلهم في الحال، بينما لاذ الجنديان الآخران بالفرار.
عند صباح اليوم التالي، عثرت الميليشيا على جثث القتلى الثلاثة، ففرضت طوقًا خانقًا على المدينة، وأغلقت الطرق المؤدية إلى الأسواق المجاورة مثل “أم درور”، ومنعت الأهالي من المغادرة أو الحركة بحرية.
الاجتماع المأساوي
سعت الإدارة الأهلية إلى احتواء الأزمة، فطلبت من قيادة الميليشيا عقد اجتماع عاجل بعد صلاة الجمعة في اليوم نفسه، وأبلغتهم بالمكان والزمان المحددين. ومع بدء توافد النظار والعمد وأهل الحل والعقد إلى موقع الاجتماع، وقبل وصول وفد الميليشيا، قصفت طائرة مسيرة مكان التجمع، مخلّفة عشرات الشهداء والجرحى، يتقدمهم الأمير سليمان جابر جمعة سهل وعدد من كبار رموز المجانين.
تحليل واستفهامات منطقية
تدّعي وسائل إعلام تابعة للميليشيا أن القصف تم بطائرة تتبع للجيش السوداني، غير أن الوقائع الميدانية تطرح أسئلة منطقية تنسف هذه الرواية من جذورها:
إذا كانت الطائرة تابعة للجيش، فلماذا لم تستهدف قوات الميليشيا المنتشرة حول المدينة؟
ولماذا لم يُنتظر حضور قادة الميليشيا إلى الاجتماع، وهم الهدف المفترض؟
وكيف تزامن غياب قادة الميليشيا بدقة عن الموعد مع لحظة القصف؟
تلك المؤشرات ترجّح فرضية أن الميليشيا هي من دبرت العملية لتصفية رموز الإدارة الأهلية، خاصة وأنها دأبت منذ بداية الحرب على استهداف زعماء القبائل في دارفور وكردفان لإضعاف البنية الاجتماعية والسيطرة على المجتمعات المحلية.
رحل الأمير سليمان جابر ورفاقه شهداءً في سبيل الكرامة، بعد أن رفضوا الخضوع أو الانصياع لمليشيا الغدر. سيذكرهم التاريخ كرموزٍ للشجاعة والوطنية، بينما تبقى لعنة المجانين شاهدة على دمائهم الطاهرة التي أُريقت ظلمًا في يومٍ أسود من أيام السودان.