من تحت القصف إلى المشاعر المقدسة: المجلس الأعلى للحج يختتم موسمًا استثنائيًا لحج 1446هـ

من تحت القصف إلى المشاعر المقدسة: المجلس الأعلى للحج يختتم موسمًا استثنائيًا لحج 1446هـ

مكة المكرمة – محيي الدين شجر

عقد المجلس الأعلى للحج والعمرة اجتماعه الختامي لموسم حج 1446هـ بمكة المكرمة، بحضور أمناء الحج من مختلف الولايات، والمستشار القانوني للمجلس د. أبوبكر عثمان، وعدد من ممثلي الإدارات المتخصصة.

في مستهل الاجتماع، ألقى الأمين العام للمجلس، الأستاذ سامي الرشيد، كلمة أكد فيها أن موسم الحج لهذا العام جاء في ظل ظروف قاسية واستثنائية، حيث جرت التحضيرات تحت أزيز الطائرات والمسيرات والقصف، ومع ذلك تمكن السودان من إرسال الآلاف من الحجاج، في ما وصفه بـ”الإنجاز المعجزة”.

إشادة بالقيادة وتحية للجنود

الرشيد حيّا قائد الدولة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه مالك عقار، وأعضاء مجلس السيادة، إلى جانب رئيس الوزراء د. كامل إدريس، الذي قال إنه ظل يتابع موسم الحج لحظة بلحظة، موجهاً القنصل العام د. كمال علي بزيارة الحجاج .

وأكد أن الشراكة الوثيقة مع قنصلية السودان بجدة لعبت دورًا محوريًا في إنجاح كل مراحل الحج، من العطاءات إلى التفويج والإشراف الميداني، كما أثنى على التعاون الكبير من السلطات السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مشيرًا إلى نجاح المملكة في تطبيق رؤيتها الطموحة “السعودية 2030”.

تجربة تنسيق رائدة وتفويج غير مسبوق

واعتبر الرشيد أن موسم هذا العام شهد أفضل عمليات التفويج التي عايشها طوال سنوات عمله، قائلاً:

> “تفويج هذا العام كان الأكثر سلاسة،حيث بات حجاجنا في مزدلفة، ولم يوفقوا في العام الماضي في المبيت بمزدلفة ولم تُسجّل حالات ضربة شمس بفضل التوعية والإرشاد، والإجراءات الصحية الدقيقة”.

 

كما أشاد بتجربة التعاون المشترك في أول دورة تدريبية سودانية سعودية متخصصة في إدارة الحشود، شارك فيها أكثر من 30 مختصًا من وزارة الحج السعودية، واصفاً إياها بالمادة العلمية المتقدمة التي سيكون لها ما بعدها.

وأشار إلى أن الاستعدادات للموسم بدأت مبكرًا منذ شهر سبتمبر بزيارات ميدانية إلى ولايات كسلا والقضارف، رغم محدودية الرقعة الآمنة آنذاك، مضيفًا:
“قيل لنا انكم تؤذنون في مالطا، لكن الإرادة صنعت المعجزة”

د. كامل إدريس.. من التقويم إلى التجسيد

من جانبه، تحدث نائب المشرف العام، محمد عبد الوهاب، قائلاً إن الدكتور كامل إدريس – رئيس الوزراء – ظل طوال السنوات الماضية منشغلاً بتشخيص الأزمة السودانية، وأصدر كتابه المرجعي “السودان.. تقويم المسار وحلم المستقبل” عام 2015، وقال نحن اليوم من خلال هذا الاجتماع علينا ان نتداول موسم الحج للخروج لنرسم طريق المستقبل واشاد عبد الوهاب بدعم الحكومة لموسم الحج وتوفير الظروف الآمنة له.

وأشار عبد الوهاب إلى أن أداء الفريضة هذا العام جاء انعكاسًا لخطة محكمة، وتنسيق مركزي وولائي فريد، وتواصل غير مسبوق مع وزارة الحج السعودية، قائلاً:

واضاف : “كل حاج سوداني له قصة، وكل قصة تستحق أن تُروى”.