مسارب الضي دكتور / محمد تبيدي

راي / سودان سوا

أصدره مجلس السيادة الإنتقالي قرار إعفاء الوالي المكلف لولاية النيل الأبيض، السيد عمر الخليفة عبدالله، وتكليف اللواء معاش قمر الدين محمد فضل المولى والياً للولاية خلفاً له.

طوال فترة عمله، ركّز عمر الخليفة عبدالله على تنمية القطاع الزراعي بالولاية، حيث زار مشاريع الزراعة التقليدية في محلية تندلتي وأشرف على زراعة أكثر من مليوني وخمسمائة ألف فدان من المحاصيل المتنوعة، متجاوزاً التوقعات المقررة للموسم الزراعي، وخلو الموسم من الآفات الزراعية ساهم في تحقيق الأمن الغذائي المحلي. كما افتتح الوالي عدداً من المشاريع الخدمية والتنموية شملت إنشاء مستشفى عسكري جديد، والمباني الإدارية لمحلية كوستي، ومشاريع النظافة، إضافة إلى مركز صحي بحي السلامة، وشهد برنامج ديوان الزكاة لختان أكثر من مائة طفل في إطار خدمات الرعاية الصحية المطلوبة بالمناطق الريفية. ومن بين إنجازاته الإدارية استلامه العدد الأول من الجريدة الرسمية للولاية وترتيب الهيئات التنفيذية المحلية، فضلًا عن إشرافه على ترتيبات حج عام 1445هـ من خلال متابعة خطوات الأداء التنظيمي للمجلس الأعلى للحج والعمرة.

وعلى صعيد اخر وعلى الرغم من هذه الإنجازات، واجه الوالي السابق انتقادات كثيرة بشأن بطء الاستجابة للأزمات الخدمية والمعيشية المتراكمة في ربك وكوستي ومناطق أخرى، مع توجيه اتهامات له بـ“ضعف التنسيق” مع الحكومة الاتحادية في ملفات الطوارئ وإدارة الأزمات، مما أدى في بعض الأحيان إلى تأخر وصول الخدمات للمواطنين. كما أثارت قراراته الصارمة بمصادرة السيارات ذات الدفع الرباعي والدراجات النارية الخاصة بالمواطنين جدلاً واسعاً، حيث اعتبرها البعض إجراءات راديكالية لم تسهم في حل مشكلة التعديات فحسب، بل زادت من حدة الاحتقان الشعبي تجاه السلطة المحلية.

اللواء معاش قمر الدين محمد فضل المولى، المُكلف حديثاً بولاية النيل الأبيض، يعدّ من الكفاءات العسكرية المرموقة في السودان، وقد سبق أن تولّى مناصب قيادية عديدة في القوات المسلحة والهيئات المدنية التابعة لها. شغل قبل ذلك رئاسة لجنة المقاومة الشعبية بمحلية كوستي، وهو معروف بخبراته في الإدارة الميدانية والتنسيق بين أجهزة الأمن والسلطات المحلية.

مع تولي قيادة الولاية عسكرياً للمرة الأولى منذ سنوات، يُتوقّع أن ينصب التركيز على تعزيز الأمن والاستقرار ومتابعة ملفات التعديات وحماية الممتلكات العامة والخاصة، إلى جانب الدفع بملف الخدمات وتنشيط المشاريع المتعثرة. كما يُنتظر أن يُحدث الوالي الجديد حراكاً واسعاً في الجهاز التنفيذي للولاية، خاصة مع تزايد التحديات الأمنية والخدمية التي تواجه المنطقة.

وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة