الائتلاف السوداني للتعليم للجميع يواصل جهوده لدعم التعليم في ظل الحرب/ ؟ بقلم محيي الدين شجر

الائتلاف السوداني للتعليم للجميع يواصل جهوده لدعم التعليم في ظل الحرب/ ؟ بقلم محيي الدين شجر
رغم التحديات الجسيمة التي فرضتها الحرب والنزوح في السودان، يواصل الائتلاف السوداني للتعليم للجميع جهوده الحثيثة لاستعادة العملية التعليمية، من خلال تنفيذ مبادرات ميدانية تسعى لدمج الأطفال المتأثرين بالحرب في المسار التربوي.
وفي مقدمة هذه المبادرات، تأتي حملة “العودة إلى التعليم” التي استهدفت معالجة الانقطاع القسري عن الدراسة نتيجة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وأسهمت في خلق بدائل واقعية لآلاف الطلاب والطالبات في مناطق النزوح.
منجزات ميدانية: مدارس ومراكز تعليمية للنازحين
ضمن جهوده العملية، قام الائتلاف بإنشاء مدرسة ابتدائية في منطقة الحيشان – الإسكان، بمدينة بورتسودان، لتخدم التلاميذ حتى الصف السادس، بتمويل ودعم مقدر من منظمة اليونيسف، مستهدفة طلابًا نازحين من ولايات الخرطوم، الجزيرة، وشمال دارفور.
كما أنشأ الائتلاف 15 مركزًا تعليميًا في ثلاث محليات بولاية البحر الأحمر:
بورتسودان، سنكات، وهيا، وهي خطوة استراتيجية لتوسيع قاعدة الوصول إلى الطلاب المتأثرين بالحرب، وتوفير بيئة تعليمية مؤقتة تسهم في تقليل الفاقد التربوي.
—
المنتدى الثاني: تنسيق الجهود وتوسيع المبادرة
تزامنًا مع امتحانات الشهادة السودانية الجارية حاليًا، عقد الائتلاف منتداه الثاني بعنوان “العودة إلى التعليم”، بمشاركة الجهات الحكومية والمجتمع المدني والداعمين الدوليين.
تم خلال المنتدى التأكيد على أهمية إعادة تأهيل المدارس المتضررة، وخاصة تلك التي استُخدمت كمراكز إيواء للنازحين، حيث فقدت جزءًا كبيرًا من بنيتها التحتية وتجهيزاتها الأساسية.
وتمخض المنتدى عن تشكيل لجنة مجتمعية برئاسة الأستاذ محمد الحسن أبوزينب شقيرة، تُعنى بحشد الموارد والدعم المجتمعي لإعادة هذه المدارس للخدمة. وقد أعلن المدير العام للائتلاف، الأستاذ ناجي منصور شاذلي، عن دعمهم الكامل للجنة، مع التزام مركز وازا باستضافة اجتماعاتها ضمن مسؤوليته المجتمعية.
—
مداخلات رسمية: الإعلام والتعليم وجهان للتنمية
في كلمتها خلال المنتدى، أثنت الأستاذة إلهام إدريس، مدير قطاع التنمية الاجتماعية، على المبادرة، مؤكدة على أهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على قضايا التعليم، وأشارت إلى أن التعليم هو العمود الفقري للتنمية، وأن الدول المتقدمة تخصص له موارد ضخمة ومستمرة.
كما نوهت بالدور الريادي الذي يلعبه الائتلاف السوداني للتعليم للجميع، خاصة في ولاية البحر الأحمر، في مجالات متعددة من بينها: برامج الإسكان، تدريب النساء، وتنمية المجتمعات المحلية من خلال المعهد النسوي.
—
سبل إنجاح مبادرة “العودة إلى التعليم” في ظل الواقع السوداني
في ظل الوضع الإنساني المتدهور نتيجة الحرب، يمكن تعزيز نجاح مبادرة “العودة إلى التعليم” من خلال:
1. توسيع الشراكات الدولية مع المنظمات المانحة مثل اليونيسف، الاتحاد الأوروبي، ومنظمات المجتمع المدني العالمية.
2. تشجيع القطاع الخاص السوداني على تبني مبادرات المسؤولية الاجتماعية الموجهة لإعادة تأهيل المدارس ودعم المعلمين.
3. إشراك المجتمعات المحلية في حماية العملية التعليمية وتوفير بيئة آمنة وصديقة للطفل.
4. استخدام المدارس المؤقتة والمراكز البديلة في مناطق النزوح إلى حين استعادة الاستقرار.
5. إطلاق حملات إعلامية واسعة النطاق لتوعية الأسر بأهمية تسجيل أطفالهم في المدارس وتجاوز الصدمات النفسية التي خلفتها الحرب.
6. تبني برامج الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب والمعلمين لضمان استمرار العملية التعليمية في بيئة داعمة.
خاتمة
تُعد مبادرة “العودة إلى التعليم” نموذجًا حيًا على أن الإرادة المجتمعية والتنسيق المؤسسي قادران على مواجهة أصعب التحديات. وبفضل تعاون الائتلاف، وزارة التربية، اليونيسف، والإعلام، يتم اليوم فتح أبواب الأمل لآلاف الأطفال الذين حُرموا من حقهم في التعليم.
فالتعليم، رغم الحرب، ما زال ممكناً… بل ضرورة وطنية لا تقبل التأجيل.