ماذا حدث في امتحان كيمياء  !

متابعات  / سودان سوا
أثار امتحان مادة الكيمياء ضمن امتحانات الشهادة السودانية للعام الدراسي 2024–2025 موجة واسعة من الاستياء في أوساط الطلاب والمعلمين، وسط ظروف استثنائية تمر بها البلاد نتيجة الحرب والنزوح وانهيار البنية التحتية التعليمية. الامتحان، الذي جاء في ثماني صفحات مليئة بالأسئلة المعقدة، وُصف بأنه من أصعب الاختبارات التي واجهها الطلاب في السنوات الأخيرة، حتى في المقار التعليمية المستقرة.
الطلاب الذين جلسوا للامتحان المؤجل في يونيو ، بعد تأجيلات متكررة منذ عام 2023، عبّروا عن صدمتهم من مستوى الصعوبة، مؤكدين أن الأسئلة تجاوزت قدراتهم، خاصة في ظل انقطاع الكهرباء، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وغياب بيئة دراسية مناسبة. كما أشار عدد من المعلمين إلى أن الامتحان لم يراعِ الظروف الاستثنائية التي مر بها الطلاب، وقال أحدهم: “لم نشهد امتحانًا بهذه القسوة من قبل، حتى في سنوات الاستقرار الأكاديمي”.
وزارة التربية والتعليم كانت قد شكّلت لجانًا متخصصة لوضع الامتحانات، تضم خبراء تربويين من مختلف التخصصات، بهدف ضمان جودة المحتوى وملاءمته للمنهج. إلا أن التحديات التي واجهها الطلاب خلال العامين الماضيين، من نزوح ولجوء وانقطاع الخدمات الأساسية، أثارت تساؤلات حول مدى مراعاة هذه اللجان للواقع الميداني.
الطلاب في مناطق النزوح، وكذلك في المناطق الآمنة نسبيًا، واجهوا صعوبات جمّة في التحضير للامتحانات، نتيجة لانقطاع الكهرباء المتكرر، ونقص المياه، وارتفاع تكاليف الدراسة والامتحانات، ما أثر على جاهزيتهم النفسية والأكاديمية. كما أشار أولياء الأمور إلى أن الأسر باتت عاجزة عن توفير الحد الأدنى من الدعم لأبنائها، في ظل انهيار اقتصادي شامل.
ورغم التحديات، مضت الحكومة في تنظيم الامتحانات المؤجلة، في محاولة لتعويض الطلاب عن السنوات الدراسية التي فقدوها بسبب الحرب، إلا أن ردود الفعل الغاضبة على امتحان الكيمياء تحديدًا فتحت الباب أمام مطالبات بمراجعة آليات وضع الامتحانات، وتقديم دعم نفسي وأكاديمي عاجل للطلاب المتأثرين، لضمان عدالة التقييم واستقرار العملية التعليمية .