محيي الدين شجر يكتب : سوداني عند الشدائد تطرق الابواب

محيي الدين شجر يكتب : سوداني عند الشدائد تطرق الابواب
ونحن بالخرطوم في غمرة الحرب واصوات المدافع تضرب بشراسة في كل الاتجاهات توقفت الحياة واظلمت الدنيا بتدمير محطات الكهرباء وتوقفت الاتصالات عن كل السودان وبالتالي انعدم التواصل بين الاسر ابن بعيد وبنت بعيدة في مدينة واحدة وام شاردة لا تعرف المصير وكيف تطمئن على ابنائها ووالد مكلوم انقطع اتصاله باسرته وزوجته واطفاله الصغار ..
واقع مرعب عاشته الاسر بالخرطوم وصمت مخيف في الهواتف النقالة ..
وحين يلوح بريق امل في اخر النفق المظلم كان هذا الامل هو شركة سوداني وكان البريق هو ظهور شبكتها في اعلى الهواتف النقالة ..
ضحت بالغالي والنفيس وقدمت الشهداء لاجل ان لا تتوقف عن النبض في الوقت الذي فاضت فيه ارواح عدة شركات لكنها تمسكت بالبقاء لم تنقطع انفاسها كانت مثل جندي القيادة العامة صمم على الانتصار ظل واقفا صامدا يدافع عن الرئيس البرهان حتى انقذ حياته بعد هجوم الاف الجنود من مليشيا الدعم السريع ..
كان موظفو سوداني كذلك تصدوا للمهمة بكل شجاعة رغم فقدانها لمقسمها الكبير بالخرطوم لتساهم في حفظ ارواح الكثيرين الذين ،لولا شبكة سوداني، لما استطاعوا العودة لديارهم ..ساهمت في افراح الالاف بعد سماع اصوات احبائهم ..
هي سوداني لا غيرها هي من وجدناها بكل حب وكل احترام تقف الى جانبنا في احلك الظروف ..
خمسة اشهر كاملة منحت خدماتها مجانا ولم تطالب باي مقابل ولم يكن احد يعرف كيف نجحت ..
اذكر بعد عودتي الى بورت سودان طالبتني احدى الشركات بمبلغ كبير نظير اتصالات بواكير الحرب وقلت للموظف: ولكنكم منحتوها دون ان نطلب فكيف تطالبوننا الان بان ندفع وقلت لهم ماقمتم به هو نوع من التحايل باجبار المشتركين على الاتصالات ثم تحجبون الخدمة وتجبرونهم على الدفع ..
ولكن سوداني كانت في الموعد وتقديمها للخدمة المجانية طوال خمسة اشهر من بداية الحرب لم يكن سهلا لكنها اختارت الصعب ولقد كلفها ١٥٣ مليون دولار كما كشف الرئيس التنفيذي والمدير العام للشركة مهندس مجدي محمد عبد الله طه خلال حفل اعلان العلامة التجارية امس بفندق مارينا ببورت سودان كما ان سرعة استعادة الخدمة في المدن الامنة كلفها ٢٥٠ مليون دولار كاستثمارات شرعت فيها الشركة مباشرة بعد الحرب ومن بين الاستثمارات انشاء مقسم جديد ببورت سودان بكلفة مائة مليون دولار كما اشار المهندس جعفر صالح جعفر صالح مدير اول قطاع الادارة الفنية مدير الشبكة الداخلية بالشركة ..
ومثلما نجحت سوداني في البقاء وقت الازمة وحافظت على تميزها نجحت مساء امس في تنظيم احتفال رائع وهي تحتفل بتحديث علامتها التجارية ..بفندق مارينا البديع ببورت سودان ..
كان الترتيب مدهشا ومبتكرا في تقديم معلومات جديدة عن الشركة حينما ادارت منصة الاحتفال حوارا قدمته المبدعة نسرين النمر مع قيادات الشركة ..
حيث تحدث في البداية المهندس اسامة محمد خير مدير قطاع الاستراتيجة كاشفا ان تحديث العلامة التجارية كانت ضمن الخطة الاستراتيجية للشركة وركائزها الثلاثة تعافي اصلاح ونموء التي وضعت في العام ٢٠٢٠ ..مبينا ان سوداني كانت في الدرجة الثالثة في ذاك العام ولكنها في عام ٢٠٢٤ اصبحت الاولى من حيث الايرادات وابان كيف نجحت في ادارة ازمة الحرب وفي مرحلة البقاء عبر غرفة طوارئ فاعلة وعلمية ..
من جانبه قال المهندس جعفر صالح جعفر صالح مدير اول قطاع الادارة الفنية ، مدير الشبكة الداخلية ان الشبكة هي الدينمو المحرك للاتصالات مبينا بانهم كانوا يستهدفون ان يكونوا المشغل الاول لخدمة الانترنت في السودان وفي فترة التعافي زادوا الالياف الضوئية من ١٧ الف عام ٢٠٢١ الى ٢٥ الف
مؤكدا ان قرار بناء مقسم جديد ببورت سودان بعد اندلاع الحرب في الخرطوم كان قرارا صحيحا ومصادقته من قبل مجلس الادارة كان صحيحا ..
اما هبة عثمان عبد القادر مدير التسويق والتي نالت تصفيقا حارا من الحضور قالت ان فترة الحرب قربتهم من المشتركين وذكرت انهم استجابوا لرغبات سكان بعض المناطق بمنحهم خدمة تسليف مكالمات واوضحت ان الاستهلاك المتزايد للباقات والبيانات جعلهم يزيدون من سعتها
واضافت قائلة لبينا رغبات المشتركين ..فرحناهم بعودة الشبكة انتشرنا في مدن كثيرة
فيما قال مصطفى مؤيد عبد السيد الفكي
مدير المسؤولية المجتمعية انهم لم يقدموا عملا خيريا بل هم شركاء اساسيين في رسم مستقبل السودان
وبالفعل ان من يرصد المساهمات المجتمعية لسوداني في العام ٢٠٢٤ يصاب بالدهشة لان ماقدمته يفوق التصور ..
وانا اطالع الكتاب الذي اصدرته الشركة هالني ماقراته من مساهمات مجتمعية كانت ضرورية لتلافي الاثار السالبة للحرب من حيث دعم مراكز الايواء ودعم تكايا الاطعام والرعاية الصحية والبيئية .
كما رعت الشركة بكل حب الورشة التي قمنا بتنظيمها نحن رابطة الصحفيين السودانيين حول شراكة المجتمع والحكومة في اصحاح البيئة ببورت سودان ..
وبالتالي فان شركة سوداني تستحق التفاف السودانيين حولها بمثلما دعمتهم ووقفت معهم في احلك الظروف كانت ابوابها مشرعة عند الشدائد ولم تنتظر طرقا ..