المدنيون هم ضحايا الحرب / شبح الجوع يهدد الفقراء في السودان

*شبح الجوع يهدد الفقراء في السودان*

*بقلم علاء الدين محمد ابكر*

*السودان يحتل المرتبة الأولى على مستوي دول الوطن العربي في انتاج الذهب اضافة الى امتلاكه لثروات هائلة من الموارد الطبيعية التي يندر وجودها في بلد واحد مع امتلاك رقعة زراعية شاسعة حتي نال في السابق لقب سلة غذاء العالم نسبة لوفرة كل عوامل الانتاج الزراعي فيه مع مخزون كبير في المياه الجوفية والسطحية وثروة حيوانية ضخمة لا تحصي ورغماً عن ذلك لم يستفد شعبه من تلك النعم التي لو وجدت حكم رشيد لكان السودان اليوم من بين افضل دول العالم استقرارا ورخاء*

*لقد كان الاستقلال الوطني عن الحكم الثنائي ( انجلترا ومصر) نقمة بدلا من يكون نعمة فظلت جميع الحكومات الوطنية المتعاقبة علي حكم البلاد تتخبط في قيادة البلاد نحو الاستقرار والسلام و التنمية فظلت الحروب عنوان ثابت لفشل الدولة السودانية فالسودان بالرغم من انه يقترب من السبعين عام من عمر الاستقلال الوطني الا انه لم يضف شيئا الي انجازات الحكم الاستعماري الذي قدم للسودان بنية تحتية متطورة تسببت لاحقا الحروب الاهلية بعد الاستقلال في تدميرها مثل مشروع الجزيرة الزراعي والسكك الحديدية والسفن البحرية والخطوط الجوية والنقل الميكانيكي والخدمة المدنية والصحة والتعليم والطرق والجسور*

*ان الحرب التي تدور الان هي امتداد لسلسلة طويلة من الحروب الأهلية في السودان والمتضرر كالعادة هم المدنيين العزل في مناطق القتال فمن لم يمت منهم بالرصاص مات بالجوع في السابق كانت لا توجد احصاءات تبين حال الضحايا في مناطق الصراعات المسلحة في السودان ولكن اليوم مع ثورة الاتصالات و المعلومات تكشف للعالم مدي فظاعة الوضع الغذائي والصحي المتردي الذي يعيشه الفقراء من المدنيين في ظل حرب ضروس منعت عنهم كل سبل كسب العيش مع انعدام تام للمواد الغذائية والأدوية*

*ذكرت تقارير الامم المتحده الاخيرة عن ان شبح الجوع سوف يهدد حياة معظم المدنيين العالقين في مناطق القتال خاصة الفقراء الذين كانوا من اكثر الطبقات الاجتماعية تضرر من هذه الحرب وهم يعانون اشد انواع المعاناة في سبيل الحصول على ما يسد الرمق لذلك من وجهة نظري اعتبر تقارير الامم المتحدة الاخيرة هي مجرد تقارير للاستهلاك الاعلامي لا تسمن ولا تغني من جوع وقد اتت بعد فوات الأوان بعد تسعة أشهر من عمر هذه الحرب فقد كان بامكان الامم المتحدة العمل علي ايصال المساعدات الإنسانية عبر الاسقاط الجوي بدلا من الانتظار طوال تلك الفترة*

*ينبغي علي طرفي الصراع في السودان القبول بوقف لاطلاق النار حتي يتم السماح فيها للمنظمات الدولية الانسانية من الوصول إلى المدنيين العزل لمساعدتهم بالمواد الغذائية والأدوية فالحرب يجب ان لا تحجب الرؤية الانسانية عن الاهتمام بالمواطنين لذلك اتمني العناية بالوضع الانساني لانقاذ المدنيين من شبح الجوع الذي يتهددهم*

*علاء الدين محمد ابكر* 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
*جمهورية السودان*