الهلال الأحمر السوداني يناقش إصلاح اللوائح وتحديات العمل الإنساني
الهلال الأحمر السوداني يناقش إصلاح اللوائح وتحديات العمل الإنساني
بورت سودان : محيي الدين شجر
نظّمت جمعية الهلال الأحمر السوداني ورشة تعريفية حول الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لأعضاء لجنة التسيير المركزية (الجهاز الحاكم)، وذلك في إطار تعزيز الفهم المؤسسي وتوضيح أدوار ومسؤوليات الأجهزة الحاكمة، بما يسهم في تطوير أداء الجمعية خلال المرحلة المقبلة.
وتناولت الورشة محاور شاملة شملت خلفية تعريفية بالجهاز الحاكم، ونبذة عن نشأة وتكوين الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ومبادئها الأساسية وشارات الإنسانية، إلى جانب استعراض نشأة وتكوين جمعية الهلال الأحمر السوداني ودورها المساعد للدولة، فضلاً عن مهام وواجبات الأجهزة الحاكمة، ومقدمة حول القانون الدولي الإنساني.
وشهدت الورشة حضور رئيس لجنة التسيير المركزية الدكتور عبد الرحمن بلال، والأمين العام للجمعية الأستاذ أحمد الطيب سليمان، وأعضاء لجنة التسيير.
وقدّم الورقة الرئيسية الخبير الدكتور خليل سربل، الرئيس الأسبق لجمعية الهلال الأحمر السوداني، حيث أكد أن الجمعية تُعد من أوائل الجمعيات الوطنية في أفريقيا، إذ تأسست عام 1956م، مستندة إلى رصيد إنساني وخبرات متراكمة ضمن الحركة الدولية تمتد لأكثر من مائة عام.
وأوضح الدكتور سربل أن الجمعية تعاقب على قيادتها رموز وطنية أدركت قيمتها الإنسانية، مما أسهم في ترسيخ مكانتها وكسب ثقة الشركاء الدوليين، مشيراً إلى أن هذا الفهم العميق لدور الجمعية كان سبباً رئيسياً في حجم الدعم الذي ظلت تتلقاه.
وأكد أن لجنة التسيير بصفتها جهة تشريعية مطالبة بإجازة وتعديل اللوائح المنظمة لأعمال الجمعية، مبيناً أن هناك فهماً خاطئاً ساد حول لائحة تنظيم أعمال الأمانة العامة، حيث اعتقد البعض أن الأمين العام يتخذ القرار منفرداً، وهو أمر غير صحيح، مشدداً على أن القرار داخل الجمعية قرار جماعي، وأن “رأي الجماعة أفضل من رأي الفرد”، داعياً إلى مراجعة وتنقيح لوائح الجمعية بما يعزز الحوكمة الرشيدة.
كما دعا إلى مراجعة الاتفاقيات الموقعة داخل الحركة الدولية، مشيراً إلى وجود تفلّت من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر تنفيذ أنشطة وعقد لقاءات من خلف جمعية الهلال الأحمر السوداني، رغم وجود بند واضح في الاتفاقيات ينص على أن اللجنة الدولية لا تتقدم على الجمعية الوطنية، باعتبار أن الجمعية الوطنية هي الجهة القائدة داخل الدولة.
وكشف الدكتور سربل عن تحديات إدارية ومالية تواجه الجمعية، مؤكداً أن قيادة الجمعية، ممثلة في لجنة التسيير، تتحمل مسؤولية الميزانية الختامية والموازنة العامة، إضافة إلى إعداد التقارير الدورية التي تمثل اللجنة المركزية، موضحاً أن المراجع الخارجي يتبع لرئيس الجمعية، وكذلك المستشار القانوني.
وأشار إلى ضرورة العمل على تطوير الجمعية حتى تبلغ مصاف الجمعيات الوطنية المتقدمة في الإقليم، مثل كينيا وإثيوبيا، التي سبقت السودان في هذا المجال، موضحاً أن الجمعيات الوطنية في كثير من الدول تقود الحكومات عبر الأعمال الإنسانية الضخمة التي تتولاها. واستشهد بتجربة أوغندا، حيث قدّم وزير الصحة دعماً بلغ 25 مليون دولار لجمعية الهلال الأحمر لمكافحة أحد الأمراض الوبائية.
وأكد أن الحكومات مطالبة بدعم الجمعيات الوطنية، لأنها تقوم بأدوار تفوق أحياناً أدوار وزارات الصحة، لما تمتلكه من شبكات واسعة من المتطوعين، وقدرات كبيرة في تدريب وتأهيل الكوادر والاستجابة السريعة.
وأضاف الدكتور سربل أنهم ، كمتطوعين ، علموا بوجود محاولات لفصل الجمعية في مناطق النزاع، محذراً من أن ذلك يتناقض مع مبدأ الوحدة الذي تُقرّه الحركة الدولية، والذي ينص على وجود جمعية وطنية واحدة في كل دولة، سواء كانت هلالاً أحمر أو صليباً أحمر، مؤكداً رفض أي خطوة من شأنها إحداث سابقة تمس وحدة الجمعية في هذا التوقيت الحرج.
وشدد على أهمية مبدأ التطوع، داعياً إلى العمل نحو وجود متطوع في كل أسرة، يكون مدرباً ومؤهلاً، بما يعزز انتشار العمل الإنساني المجتمعي.
وخاطب أعضاء لجنة التسيير قائلاً إن الأنظار متجهة إليكم ، وإن الرأي العام ينتظر كيف ستكون البداية والانطباع الأول والقرارات الأولى، لأنها الأساس الذي سيُبنى عليه تقييم المرحلة المقبلة، داعياً إلى عمل منظم ومرتب يعكس روح المسؤولية.
من جانبه، تحدّث رئيس جمعية الهلال الأحمر السوداني الدكتور عبد الرحمن بلال عن قانون الجمعية الذي تم إلغاؤه، كاشفاً عن كيفية إجازته من الناحية القانونية والشرعية، مقدماً فذلكة قانونية حول التشريعات وآليات سنّ القوانين وإجازتها، ومؤكداً أهمية الإصلاح القانوني لضمان حماية الجمعية وتعزيز استقلاليتها ودورها الإنساني.