عاجل / انفجار يودي بحياة طفل بكسلا

متابعات / سودان سوا
في حادثة مأساوية شهدتها ولاية كسلا شرقي السودان، أفادت مصادر محلية بأن طفلاً يبلغ من العمر 12 عامًا فقد حياته يوم السبت إثر انفجار جسم معدني يُعتقد أنه لغم أرضي، وذلك أثناء تجوله قرب جبل قلسا في محلية ريفي كسلا. ووفقًا لشهود عيان، وقع الانفجار بشكل مفاجئ، ما أدى إلى حالة من الذعر بين سكان المنطقة الذين يعيشون منذ سنوات في ظل مخاوف مستمرة من وجود ألغام غير منفجرة في محيط أراضيهم الزراعية والرعوية. الحادث أعاد إلى الواجهة قضية الألغام القديمة التي لا تزال تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة المدنيين، خاصة في المناطق الجبلية والحدودية.
مخلفات الحرب
الناشط المحلي حسين صالح أري، وفق منصة “الترا سودان”، رجّح أن يكون الجسم المنفجر من مخلفات الحرب التي شهدها شرق السودان في تسعينات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن جريان مياه الخريف قد يكون السبب في كشف اللغم المدفون بعد أن جرفت التربة السطحية. وأوضح أن هذه الظاهرة تتكرر سنويًا في مناطق عدة من شرق السودان، حيث تظهر أجسام معدنية خطرة بفعل تغيرات الطقس والمناخ، ما يزيد من احتمالات وقوع حوادث مماثلة. ويؤكد ناشطون محليون أن هذه المخلفات تمثل إرثًا مؤلمًا من فترات النزاع، ويجب التعامل معها بجدية أكبر من قبل الجهات المختصة.
مناطق مهددة
تُعد ولاية كسلا من أكثر المناطق تأثرًا بمخلفات الحرب الأهلية التي اندلعت في شرق السودان خلال التسعينات، حيث تم زرع ألغام أرضية في عدد من المحليات الحدودية مع إريتريا، لا سيما في ريفي كسلا، إلى جانب مناطق جنوب طوكر بولاية البحر الأحمر. وعلى الرغم من مرور عقود على انتهاء تلك النزاعات، إلا أن آثارها لا تزال حاضرة في حياة السكان، الذين يواجهون خطرًا يوميًا أثناء تنقلهم في المناطق الزراعية والرعوية. وتُظهر الحوادث المتكررة أن عمليات نزع الألغام لم تشمل بعد جميع المناطق المتضررة، ما يثير تساؤلات حول فعالية البرامج القائمة ومدى تغطيتها الجغرافية.
جهود محدودة
ورغم الجهود التي تبذلها السلطات السودانية بالتعاون مع برامج الأمم المتحدة لنزع الألغام في شرق البلاد، إلا أن العديد من المناطق لا تزال تشكل فيها هذه المخلفات تهديدًا مستمرًا، خاصة للأطفال والرعاة الذين يتحركون في مناطق غير مأمونة. ويشير مراقبون إلى أن عمليات المسح والإزالة تسير بوتيرة بطيئة، ولا تشمل جميع القرى والمناطق الجبلية التي تأثرت بالنزاع. ويؤكد السكان المحليون أن غياب التوعية الكافية حول مخاطر الألغام يزيد من حجم التهديد، ويجعل الأطفال على وجه الخصوص عرضة للحوادث، في ظل غياب إشارات تحذيرية أو خرائط دقيقة تحدد مواقع الخطر.
مطالب محلية
في ظل استمرار الحوادث المرتبطة بمخلفات الحرب، يطالب أهالي ولاية كسلا ومحلية جنوب طوكر بتكثيف حملات التوعية حول خطر الألغام، وتسريع عمليات المسح والإزالة لضمان سلامة المدنيين. ويؤكد السكان أن القرى الجبلية والريفية تحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة، سواء عبر فرق ميدانية متخصصة أو من خلال دعم دولي يضمن تغطية أوسع للمناطق المتضررة. كما يدعو الأهالي إلى إشراك المجتمع المحلي في جهود التوعية، وتوفير أدوات حماية أولية للأطفال والرعاة، في محاولة للحد من الحوادث التي باتت تتكرر سنويًا مع تغيرات المناخ وجريان السيول .