رحل أبي وترك في قلبي وطناً مكسوراً …….”رسالة حب وفخر من ابنة شهيد: “

بقلم: دعاء خليفة – ابنة الشهيد
“رحل أبي… وترك في قلبي وطناً صغيراً مكسوراً.”
اليوم لا أكتب كلمات عادية، بل أكتب بحرقة قلب، بفقدٍ لا يشبه أي فقد، بحزنٍ لا تواسيه الأيام ولا الكلمات.
أكتب عن أبي… أبي الحبيب، وصديقي الأول، وسندي في الحياة.
كان أبي أكثر من مجرد أب، كان معنى الأمان، دفء البيت، ونبض القلب الذي يربطنا بالحياة.
أبي استُشهد فداءً لهذا الوطن.
رحل وهو يرتدي بزته العسكرية، شامخًا كما عهدناه، يحمل روحه على كفّه، مدركًا أن في سبيل الوطن لا تُقاس التضحيات.
لم يكن مجبرًا، لكنه آمن…
آمن أن الأوطان لا تُبنى إلا على دماء الشرفاء، وأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع بثمنٍ غالٍ.
استشهد أبي، وخلّف وراءه فخرًا لا يوصف، وألمًا لا يُحتمل.
رحل الجسد، لكن بقيت الروح بيننا، تحرسنا، تسندنا، وتُذكّرنا أن الشهادة ليست نهاية… بل بداية لحكاية مجد لا تموت.
يا أبي، كيف أصفك؟
أنت الحبيب الذي لم يكن بيننا وداع يليق بمقامك،
الصديق الذي لم يخن حديثي يومًا،
المعلّم الذي علّمني أن الكرامة لا تُشترى،
وأن حب الوطن ليس شعارًا بل فعل وإيمان وتضحية.
لن أنساك يا أبي…
سأظل أحكي عنك، أرفع اسمك، وأعلّم من بعدي أن هناك رجالًا، حين يرحلون، يزرعون الحياة في تراب الوطن.
> نم قرير العين يا شهيدنا…
نم وأنت مكللٌ بالمجد، مغلّفٌ بدعوات الأمهات، ومفتخر بك أبناء شعبك.
“سلامٌ عليك يا من جعلت من رحيلك وساماً على صدر هذا الوطن.”