تحالفات تتغير… ماذا دار خلف الأبواب المغلقة بين البرهان وحفتر في القاهرة؟

تحالفات تتغير… ماذا دار خلف الأبواب المغلقة بين البرهان وحفتر في القاهرة؟

القاهرة : سودان سوا

في خطوة لافتة تحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة، شهدت العاصمة المصرية القاهرة، أمس الإثنين، لقاءً مغلقًا جمع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات شرق ليبيا المشير خليفة حفتر، وذلك بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

اللقاء، الذي جاء بعد سلسلة من التحركات الدبلوماسية المصرية المكثفة تجاه الأزمة السودانية، ركز بحسب مصادر مطلعة على تعزيز التنسيق الأمني الثلاثي بين السودان ومصر وليبيا، مع التأكيد على أهمية ضبط الحدود المشتركة، ومنع تسلل الجماعات المسلحة والمرتزقة وتهريب الأسلحة.

وبحسب معلومات مسربة، ناقش المجتمعون الانعكاسات السلبية للحرب السودانية على دول الجوار، خاصة التهديدات الأمنية المتزايدة في مثلث الحدود بين السودان وليبيا وتشاد، فضلًا عن تدفق اللاجئين وتنامي ظاهرة الاتجار بالبشر.

من جانبه، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اللقاء موقف بلاده الثابت تجاه دعم وحدة وسلامة الأراضي السودانية، مع التأكيد على ضرورة وقف أي تدخلات خارجية تؤجج الصراع القائم، ودعم المؤسسات الشرعية السودانية.

العلاقة بين حفتر وحميدتي… الحاضر الغائب في اللقاء

غير أن هذا اللقاء لم يكن معزولًا عن خلفيات سياسية معقدة، إذ تبرز في هذا السياق العلاقات الطويلة التي جمعت بين المشير خليفة حفتر وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

فطوال السنوات الماضية، ظلت تقارير دولية عدة تتحدث عن دعم لوجستي وعسكري قدمه حميدتي لحفتر خلال معارك غرب ليبيا، في وقت كان الطرفان يتقاسمان شبكة مصالح تمتد من تجارة الذهب إلى تهريب السلاح والذخائر عبر الحدود الصحراوية الوعرة.

هذا الواقع يجعل من لقاء حفتر بالبرهان تطورًا لافتًا في خارطة التحالفات الإقليمية، خاصة في ظل الجهود المصرية الحثيثة لعزل الدعم اللوجستي عن قوات الدعم السريع، والتي يتهمها الجيش السوداني بتلقي إمدادات من الجنوب الليبي.

القاهرة… مركز ضغط ومصالح

مراقبون اعتبروا اللقاء محاولة مصرية جديدة لـ”إعادة ضبط البوصلة الليبية”، وقطع الطريق أمام أي تحركات قد تساهم في تأجيج الأزمة بالسودان. كما أن حضور البرهان وحفتر في قاعة واحدة تحت رعاية السيسي يعكس حجم الضغوط السياسية التي تمارسها القاهرة لإحداث توازن جديد في الإقليم، مع رهانها على إحداث اختراق في مسار الأزمة السودانية.