محيي الدين شجر يكتب : هل اخطأ المجلس الاعلى للحج والعمرة لانه اختار  الباخرة الافضل ؟

محيي الدين شجر يكتب : هل اخطأ المجلس الاعلى للحج والعمرة لانه اختار  الباخرة الافضل ؟

تعودنا في هذه الايام التي اعقبت الحرب كثير من اللغط وكثير من الصراعات والدسائس في العديد من الملفات بعضها يصيب وبعضها يحمل في جوفه مصالح واطماع واهداف .
ولا نخرج من استهداف الا وندخل في استهداف جديد وجميعنا قرا وعايش استهداف وزير الثقافة والاعلام الاستاذ خالد الاعيسر قبل ايام الوزير الذي احدث حراكا غير مسبوقا في ملف الاعلام الحكومي ..

ولكن البعض لم يعجبه هذا النجاح وحاول بطريقة مفضوحه اجباره على الاستقالة لكنه قفز فوق الشراك التي نصبت تحت قدميه ..

قبل ايام دار حديث كثيف حول الشركة التي حازت على عطاء نقل الحجاج السودانيين وكأنها اول شركة في السودان تبحر في هذا المجال ..والحديث لم يبنى على معطيات حقيقية او حقائق منطقية انما الهدف منه هو محاولة يائسة لادخال بواخر شركات اخرى لنقل الحجاج السودانيين مع ان السوابق التاريخية في السودان لم تشر مطلقا الى وجود اكثر من شركة في نقلهم الى الاراضي المقدسة ..

لا ادعي انني من خبراء النقل البحري واعلم خفاياه لكنني بحكم نشأتي بمدينة بورت سودان اعتبر نفسي من اللصيقين ببواخر نقل الركاب بداية من الناقل الوطني الخطوط البحرية السودانية مرورا بكل البواخر التي عملت في السودان بما فيها الباخرة التي تعاقدت معها الخطوط البحرية ذات مرة وغرقت على سواحل سواكن ..
بخلاف الباخرة الجودي اشهر بواخر الخطوط البحرية السودانية التي حققت نجاحات باهرة وكانت ملء السمع والبصر قبل ان تنزوي بابتعاد صانعي مجدها ..

وتعد بواخر باعبود من انجح البواخر التي عملت في السودان حيث كانت هي المسيطرة في الاعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ و٢٠٠٨ قبل ان تتدهور فقامت بالاستعانة ببواخر شركة نما والتي رأت ان هنالك سوق واعد في مجال نقل الركاب في السودان منذ ذلك التاريخ فكانت ان سيطرت على السوق منذ العام ٢٠٠٩ وحتى العام ٢٠١٧ منفردة في نقل الحجاج السودانيين ولم يتحدث احدا بانها احتكرت نقل الحجاج لان الاصل في نقل الحجاج السودانيين هو معيار الكفاءة لا معيار العلاقات الخاصة ..ولم يقل احد انها شركة اجنبية ..

وكانت نما في تلك الفترة الاكثر تاهيلا ولهذا سيطرت على موسم الحج في السودان
.
وبحسب متابعتي للمتوفر في السوق حاليا فلا ارى افضل من شركة الكنزي   التي اختارها المجلس الاعلى للحج والعمرة لنقل حجاج هذا العام وان لم يختارها لصوبنا عليه سهام النقد ولما تركناه ابدا ولاعتبرناه منحازا وغير منصفا لان بواخر هذه الشركة هي الافضل بلا منازع حسب متابعتي الدقيقة لمسيرتها ..
لا نجامل مطلقا ولا نريد تكرار التجارب الفاشلة السابقة في نقل الحجاج والذاكرة تحتفظ بكثير من المواقف الصعبة التي واجهها الحجاج من قبل وميناء سواكن تكتظ بالمئات بسبب تأخر البواخر وتوقفها عن النقل لعدم كفاءتها ..

منذ حضوري الى بورت سودان قبل عامين مارست هوايتي المحببة في التقصي والتحقق حول بواخر الركاب وتربطني علاقات طيبة مع معظم كباتن الخطوط البحرية السودانية مثل الكابتن النوراني يوسف دفع الله احد المديرين العامين الناجحين في الخطوط البحرية السودانية والكابتن عبد الرحمن وكان مديرا لشركة الخطوط لنقل الركاب واستعانت بهما شركة قرطاج المصريةبعد التقاعد حيث نجحا في تقديم عمل متميز فيما يختص بنقل المعتمرين .

واذكر انه في العام ٢٠٢٤ و والحجاج السودانيون يتأهبون للسفر الى السعودية تعثرت الشركة التي وقع عليها الاختيار ومنحت امتياز نقل الحجاج فكان ان لجا المجلس الاعلى للحج والعمرة الى شركة الكنزي ولم يكن وقتها سامي الرشيد امينا عاما للمجلس بل كان امين المجلس بالنيل الازرق   والتي انقذت موسم الحج من الانهيار بمنتهى التميز والفضل في ذلك يعود الى مديرها الشاب مدثر فتح الرحمن الذي اكتسب خبرة طويلة نتيجة عمله الطويل في عدد من الشركات المماثلة ونجح في نقل الحجاج كاحسن مايكون مقدما عملا مدهشا للغاية ..

و شركة الكنزي تأسست عام ٢٠٢٣م
وبدات كوكيل سياحي وفي عام ٢٠٢٤ اصبحت وكيلا ملاحيا.

وشركة الكنزي حسب متابعتي هي شركة سودانية مصرية بنسبة ٥١% للسوداني مدثر و٤٩/ لممثل ملاك وهو الملياردير المصري احمد فؤاد المسؤول عن الحج السياحي في مصر الشقيقة ومديرها العام شاب سوداني طموح اجتهد ونجح ويخطط لاحداث ثورة في مجال نقل الركاب ..

 

واصلا لا توجد شركات سودانية مائة بالمائة كما يدعون فكل شركات البواخر هي تواكيل لاصحاب بواخر ..لكنهم يهرفون بما لا يعرفون ..

والناقل الوطني الوحيد في مجال النقل البحري هي الخطوط البحرية السودانية ولا تملك حاليا باخرة لنقل الركاب ..

ان المعيار الذي اعتمد عليه المجلس الاعلى للحج والعمرة هو معيار الكفاءة والمقدرة ولقد طرح عطاءا للشركات الراغبة في نقل الحجاج وقدمت في العطاء ثلاث شركات ووقع اختياره على شركة الكنزي لما تملكه من اسطول كافي لنقل الحجاج ..
وبواخر شركة الكنزي تستوعب ١٥٠٠ راكب

بينما معظم البواخر الاخرى لا تزيد عن ٨٠٠ راكب كما تمتاز بسرعتها المناسبة نحو تسع ساعات فقط وصولا الى ميناء جدة وهنالك بواخر تقضي ١٨ ساعة في البحر ..

وبالتالي سعى المجلس لراحةالركاب ..وانحاز لتوفير سبل الراحة وبخاصة كبار السن الذين يحتاجون الى ظروف خاصة غير متوفرة في معظم البواخر التي تعمل في السودان ..

وبالتالي فان اي حديث عن محاباة المجلس للكنزي يبقى حديثا غير منطقيا ومانعرفه عن امينه العام سامي الرشيد انه رجل يعمل وفق رؤية ثاقبه ويهمه النجاح لان اي فشل في نقل الحجاج سيعود عليه بالضرر وباللوم ويعجل برحيله ولن نقبل باي مجاملة في هذا المجال ..

لهذا رايناه يختار افضل البواخر ولم يستجب لاي ضغوط ولن يستجب الا لرغبات الحجاج السودانيين ..
واختيار المجلس لشركة الكنزي هو اختيار موفق للغاية وانا اثق في نجاحها مثلما نجحت في العام الماضي في نقل الركاب بكل يسر وسهولة ونالت اعجاب كل الحجاج ..

وقتها كان يمكن لشركة الكنزي ان تضع شروطها وتطالب بمزيد من الاموال لكنها انحازت الى صوت الانسانية وقامت بالمهمة على اكمل وجه ..

ما يضر بالسودان هو محاولة البعض لنيل المكاسب باي ثمن حتى وان كانوا لا يملكون المؤهلات
لقد انتهى زمن المجاملات وفي قطاع النقل دائما البقاء للاصلح ولا توجد بواخر افضل من بواخر الكنزي القادمة من اوربا وتم تصنيعها في العام ٢٠١٢ ..لا في السبعينيات .

التحية لامين عام المجلس الاعلى للحج والعمرة الشاب المجتهد سامي الرشيد لحسن تدبيره لحج هذا العام واستعداده المبكر لانجاحه مستفيدا من التجارب السابقة ..

وحسب ماتوفر لي من معلومات فان اول رحلة ستكون في يوم ١٥ مايو القادم لعدد ١٤٥٠ حاج وتستمر الرحلات بذات العدد .
فاي باخرة غير بواخر الكنزي ستستوعب هذا العدد الكبير واي طائرة تستطيع نقل هذا العدد من الحجاج ..

علينا ان نكون واقعيين ونسلم بنجاح المجلس حتى الآن في ملف حج هذا العام ولنكون منصفين بعيدين عن الغرض ..
ونحن بدورنا سنرصد كل صغيرة وكبيرة وسنراقب ماسيحدث ولن نتوانى مطلقا في توضيح الحقائق وكشف القصور ..
فمن نجح نقول له شكرا ومن اخطأ نحمله المسؤولية كاملة ..
وماتوفيقي الا من عند الله ..
محيي الدين شجر