محمد طلب يكتب : *الرجوع والعودة في الاغاني السودانية (1-10)*

راي / سودان سوا
في اتصال هاتفي طويل مع احد الاصدقاء بمهجرنا القسري وسؤاله عن متي العودة للديار كان اخر ردودي له :-
(درب الرجعة ما عرفتو؟!!؟) انتهت المكالمة لتأخذني في متاهة العودة وظللت مع نفسي لوقت طويل افكر في امر العودة ودواعيها وظلت كثير من الاسئلة المعقدة تطرق علي ذهني محاولاً ان اجد لها اجابات مقنعة و دوافع تجعلني (ابقج) بقايا الجراحات واتجه نحو الوطن الجريح
هل هذا هو التوقيت الصحيح للعودة؟؟
من هي اكثر الجهات التي تنادي بالعودة ؟؟
وما الذي دعانا للخروج اصلاً؟؟
وهل انتهت الاسباب التي دعتنا للخروج او الهروب؟؟
والاخير هو السؤال المحوري والاساسي…
إذ ان الاسباب التي دعتنا للخروج من بيوتنا هي التي يجب ان نتأكد من عدم وجودها كي تكون سبباً مقنعاً لعودتنا لتلك الخرابات اقصد البيوت
اعتقد ان الاجابة المقنعة علي ذلك السؤال هي الوحيدة الداعية (لتبقيج) العودة..
نحن شعب تلعب به العواطف لدرجة اللا معقولية نتحمس للاشياء دون تعقل او حتي ان نري ونعرف هل الاشياء هي الاشياء !!؟
تسوقنا العاطفة والايقاعات الحارة تفعل بنا (سواة العاصفة بي ساق الشتيل الني)…كما قال ابو قطاطي لمحمد وردي…
و لا نتوخي الحذر وهمنا (نسكت الخشامة) و فرحتنا لا تكتمل إلا ان (ننزل في العوازل كي)..
هاتف صديقي وسؤاله عن الرجوع جعلني اطرح سؤالاً في بعض القروبات عن العودة والرجوع وارتباطه بالاغاني السودانية لاني دوماً اجد السلوي في الاغاني واسقطها علي واقعنا…
لكن المؤسف اني لم اجد التجاوب اللازم ربما لحالة الاضطراب الوجداني الذي يعانيه الجميع لوجود اسئلة كثيرة عالقة باذهانهم تحتاج لاجابات عاجلة تساعدهم في اتخاذ قراراتهم الشخصية او قرارات من يخصهم امرهم لاننا في الغالب نترك امر اتخاذ القرارات المصيرية لجهات اخري بغض النظر عن علاقاتنا بهم …
عموماً قررت ان الجأ للاغاني السودانية في امر العودة والرجوع
و الان ادعوك عزيزي القارئ لتأمل هذه( الحكاية الصغيرونة) ثم نعود لمواصلة حديثنا عن العودة في الاغاني السودانية
*الراجع والراجح*
(حكاية صغيرونة)
سالني احد الشباب بمهحرنا القسري :-
انت (راجع)؟؟
فقلت له :-
انا ما (راجع)
اردف مستفسراً:-
لييه ما راجع؟؟؟
فقلت له مبتسماً :-
لان (الراجع) فاسد
ابدي دهشة و استغراباً ثم قال:-
معقول انت بقيت للدرجة دي …!!!!
قلت له ضاحكاً :-
لو بقيت للدرجة التي تعنيها لكنت (راجعاً)…
والراجح عندي انه لم يفهمني ولم يستوعب( الراجع) …بل هو شاب متسرع لم يدرك اعادة التدوير بعد !!!
فاحذر ان تبقي راجع فيعاد تدويرك..
(انتهت الحكاية)
ولنا عودة ان شاء الله
محمد طلب