محيي الدين شجر يكتب : الجمارك والخطوط البحرية مكانهما البحر الاحمر ويجب توزيع الوزارات ..

محيي الدين شجر يكتب : الجمارك والخطوط البحرية مكانهما البحر الاحمر ويجب توزيع الوزارات ..
كاذب من يظن ان الاحوال قبل الحرب هي نفسها بعد الحرب ..
متغيرات كثيرة ظهرت حتى فيما يتعلق بوزارات الحكومة الاتحادية ومؤسساتها العسكرية والاقتصادية حيث حققت تجربة توزيع الوزارات على عدة ولايات اثناء الحرب نجاحات واضحة مما يشير الى ان وجود كل الوزارات الاتحادية بالعاصمة الخرطوم يمكن اعادة النظر فيه بعد الحرب ..
قبل الحرب كانت كل المؤسسات الحكومية الكبيرة تفضل ان تكون رئاستها بالخرطوم ..
واذكر ان اهل الشرق ذات مرة احتجوا على وجود رئاسة شركة الخطوط البحرية السودانية بالخرطوم ..
وعلق احد ظرفاء بورت سودان بقوله عليكم بنقل البحر ايضا الى الخرطوم على اعتبار ان الشركة تمارس نشاطها وبرامجها على ساحل البحر الاحمر فكيف تكون رئاستها بالخرطوم ..
وخير مثال ان رئاسة هيئة المواني البحرية موجودة ببورت سودان بحكم ان كل عملها على البحر الاحمر لكنهم حاولوا التحايل بانشاء مقر كبير للموانئ البحرية بالخرطوم يضم عددا من المكاتب من بينها مكتب فخيم لمدير الموانئ بالخرطوم ..
ولهذا من المهم جدا ان توزع وزارات الحكومة الاتحادية على الولايات لتكون وزارة الزراعة مثلا بالجزيرة او القضارف او سنار ولتكون وزارة التجارة بالابيض او القضارف او اي ولاية اخرى ..وتوزيع وزارات اخرى بولايات دارفور وكردفان
ولتكون وزارة الصناعة بنهر النيل بعد التطور الكبير الذي شهدته الولاية بعد الحرب وقيام عدد كبير من المصانع ..
ووزارة الصحة يمكن ان تكون ببورت سودان لاستقبال الدعومات الصحية والقوافل ..
ولتستعين الحكومة بلجنة متخصصة تكون مهمتها توزيع الوزارات والمؤسسات الاقتصادية على الولايات ..
وهذا ان تم من شأنه ان يعمل على تطوير الولايات ..
ولقد سرني حديث وزير الداخلية في منبر سونا الاخير بعد عودتهم من الخرطوم بان تبقى رئاسة قوات الجمارك ببورت سودان لعدم وجود عمل فني لها بالخرطوم وان عملها يتركز في موانئ السودان بدرجة كبيرة في عثمان دقنة واوسيف وبورت سودان ..
وهو حديث مسؤول من رجل يراعي مصلحة الدولة ..
وحتى اذا كان بالخرطوم اي عمل فني فان المنطق يجعل رئاسة الجمارك ببورت سودان لان معظم عملها بالبحر الاحمر ولا معنى لان تكون بالخرطوم ..
ان الاوضاع بعد الحرب لن تكون باي حال من الاحوال كالاوضاع قبل الحرب ولابد من تغيير جوهري في الرؤية ..