سطور ملونة : بدأت الفوضى !!!!!

سطور ملونة

بدأت الفوضى !!!!!

وا أسفاه على شعب خرج صفر اليدين من حرب ضروس قضت على أخضر أرضه ويابسها ، وقتلت الناس تقتيلاً بشعاً ، ودمرت البلاد لم تترك فيها شيئاً ، ونهبت الاموال ، وهتكت ، العروض وشردت عشرات الملايين واشبعتهم ذلاً ومسغبة .
وبينما لم تضع الحرب أوزارها بعد ومازال الخطر الماحق وشيكاً ومحدقاً عاد أغلب الناس لضلالهم القديم بل وولدوا ضلالاً جديداً أظلم وأنكى .
ما هذا أيها الناس ..
بينما المسيرات المعادية تدمر البنى التحتية وأنصار المليشيا يغطون كل مكان ويتغلغلون وسط السكان ..
وبينما كل المنشآت مدمرة ، والبنيات التحتية منهارة تماما ، والخدمات الصحية في الحضيض ..
وبينما الجثث ملقاة في كل مكان ، ومدفونة في الشوارع وساحات البيوت والمراحيض ومجاري الصرف الصحي. ..
وبينما الامراض الفتاكة والأوبئة الخطيرة تنهش الأبدان وتهدد حياة السكان ..
وبينما معظم دول العالم تتكالب على بلادنا وتنذر بخراب ودمار يمحو وجودنا …
وبينما إقتصاد بلادنا تعطل كلياً وانهارت كل عناصر الإنتاج وبنياته .
بينما يجري كل هذا إنتفخت الحلاقيم ، وعلت الأصوات ، وبدأ الصياح بالفتن وساقط القول والإتهامات ، وزرع الإحباط وتخذيل الهمم .
بل والإنصراف عن جسيم المهام التي يتطلبها إنهاء الحرب ، وتصفية الجيوب ، وتأمين البلاد من الأخطار المرتقبة .
بل والإنصراف عما تستدعيه إعادة الإعمار من جهود تنوء بها دول عظمى وشعوب عديدة ..
بل والإنصراف عما تتطلبه نهضة السودان التي كانت مطلوبة بإلحاح قبل الحرب وتضاعف إلحاحها الآن .
إليك بعض الشواهد الظاهرة من ملايين الشواهد التي تقودنا إلى هاوية الهلاك وضياع البلاد :
وزير الثقافة والإعلام أصدر قراراً ضمن صلاحياته بتعيين ملحقين إعلاميين ليؤدوا له مهام يرى أنها ضرورية لمصلحة العمل الذي كلف به .
ترك الصحفيون كل هموم السودان ومشاكل أمته ليصعدوا موضوع الملحقين هؤلاء ويرون في بجاحة أن هذا التعيين يجافي عدالة توزيع الفرص !! وأن الوظائف كان ينبغي أن تطرح للتنافس !!! أنظر بالله !!!
الوزير يريد أشخاصاً بمواصفات يعرفها هو ويتحقق فيها تناغم الأداء معهم ..
الرئاسة تقيل موظفاً مثلاً مدير هيئة الموانيء فتقوم الإحتجاجات ويتصاعد الوعيد وتهديد كيان الدولة إن لم يعد هذا الموظف في شكل جهوي وقبلي يعطي أهل المنطقة الحق في امتلاك وظيفة مادام مقرها لديهم ..  .
ولم تضع الحرب أوزارها وانطلق نفر لا نسميهم مستغلين مكانتهم ليتاجروا في البنزين والمواد البترولية الأخرى آمنين من عين الرقيب ليبيعوا هذه السلع بضعف ثمنها في الطلمبات . وهم يتخطون الرقاب في الوصول إلى مسدس الطلمبة ليملأوا الجركانات والبراميل وأصحاب العربات يقفون في صف طويل لا يتحرك !!!
وهذا النفر يشوه الصورة الزاهية البديعة الجمال للفئات التي ينتمون إليها . فليت فئتهم تضرب على أيديهم حتى لا يحل الفاسدون محل الجنجويد البغاة بنهب ممتلكات المواطنين المسحوقين ولو من باب تجارة السوق الأسود .
لم تضع الحرب أوزارها والجميع يغضون الطرف عن الأقلام التي فعلت أسوأ مما فعلته بنادق الأوباش البغاة وعن المتعاونين معهم وعن اللصوص والشفشافة وعن الأجانب الذين أثبت أول محك أنهم علينا وليسو لنا وأنهم أعداؤنا وليسو ضيوفنا .
لم يف هذا الحديث كل ما يجب أن يقال في هذا الخصوص لذلك آمل إن شاء الله ان يتواصل الحديث لأن هناك الكثير من المسكوت عنه سنقوله .
حاشية :
لحظة عظيمة بل هي من أعظم اللحظات يقشعر البدن لجلال عظمتها وتمتليء النفس وتثور الدواخل من ذكرها .
لحظة (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط) ..
أعظم الشاهدين شهد أعظم شهادة وشهد معه الملائكة وشهد أولو العلم .. ما أعظم وما أجل هذه اللحظة .
اللهم إننا نشهد أنه لا إله إلا أنت وحدك قائما بالقسط وأنت خير الشاهدين .