محيي الدين شجر يكتب : في ورقة الاعلام بورشة الوجود الاجنبي حدث ولا حرج

بقلم : محيي الدين شجر
تابعت الاوراق التي استعرضتها ورشة العمل حول ضبط الوجود الاجنبي ومراجعة الهوية التي نظمتها وزارة الداخلية السودانية باهتمام لانها في تقديري الخاص يمكن ان تحقق نتائج باهرة وتساهم بايجابية في ضبط الوجود الاجنبي ومراجعة الوثائق الثبوتية للمواطنين تلك التي خرجت باجراءات صحيحة وتلك التي خرجت بمخالفة صريحة للقوانين .
ولقد حرصت اليوم على حضور الورقة التي اعدها عدد من الصحفيين الزملاء الافاضل وقدمها الاخ عمر كردفاني رغم انه استبعدني عن لقاء للصحفيين مع وزير الداخلية مع استبعاد تام لابناء البحر الاحمر الاحمر بنفس سياسة العاصمة الخرطوم ولم نشهد اي صحفي من ولاية البحر الاحمر ضمن اللجنة الاعلامية كما استبعدني من قروب الواتس اب الذي قام لاجل الاعداد للورقة ..بل لم تصلني دعوات لحضور الورشة الا من اعلام الشرطة فله التحية ..
وبالطبع انا لا اقدح في كفاءة زملائي الصحفيين ولا الوم كردفاني الذي اوكلت له اللجنة الاعلامية بالشرطة امر اختيار الاعلاميين وله تقديراته الخاصة ولكن كان ينبغي ان تكون مساهمة صحفيي ولاية البحر الاحمر في اي شأن يخص الهوية السودانية او ضبط الوجود الاجنبي او اي شأن اخر تكون مساهمة واضحة واولوية ..خاصة وان البحر الاحمر لم تقصر مع كل الذين استقروا فيها استقبلتهم برحابة صدر ..وفتحت لهم ابوابها ..
ولكن للاسف الشديد تم استبعادهم ..
ولقد خرج اعلامي كبير هو الصحفي مرتضى كرار غاضبا من الورشة بعد ان شعر ان الفرص لا تقدم بالتساوي وهو اعلامي بارز بولاية البحر الاحمر وكان من الممكن ان يضيف الكثير للورقة ..وخروجه رسالة واضحة ان كانوا يعلمون ..
وبالعودة لورقة الاعلام التي قدمت بالورشة اجد بانها كتبت باجتهاد واثمن عاليا اجتهادهم ولكن فيما يبدو ان اعدادها تم على عجل مما جعل القائمون على امرها يخطئون في وضع خريطة للسودان تخلو من حلايب السودانية وايضا يخلطون مابين مهام الشرطة ومهام الاعلام خاصة في مقدمتها التي تحدثت عن الوجود الاجنبي تاريخيا في السودان وهي قضية تناولتها الاوراق الاخرى المختصة وكان من المهم ان تتحدث المقدمة عن دور الاعلام بصورة عامة قبل الولوج في محتوى الورقة ذاتها ..
ولهذا اختلط الحابل بالنابل خلال التعليقات على الورقة للدرجة التي خرج فيها المتحدثون عن ماقدمته الورقة من رؤية اعلامية لدور الاعلام واصبحوا يتحدثون عن قضايا اخرى كالوجود الاجنبي والهوية وبعضهم استعرض عضلاته للحديث عن نفسه فاخرجت الورقة عن مضمونها وسياقها واصبح الحديث عن قضايا اخرى واستغرق ذلك زمنا طويلا تحمله وزير الداخلية والمدير العام للسجل المدني وبقية الضباط الذين حضروا الورقة بصبر يحسدون عليه ..
ان للاعلام دور بالغ الخطورة وله تأثير كبير بخاصة في قضية مثل قضية الوجود الاجنبي في السودان تلك القضية والتي بفضل اهتمام وزير الداخلية المكلف اصبحت قضية الساعة الان ومحل اهتمام كل السودانيين ..
وكما قال زميلي وصديقي عبد العظيم صالح في مداخلته فان الورقة تناولت مسائل ليس للاعلام علاقة بها وهي من صميم اختصاص الشرطة ..بل معظم توصياتها بعيدة كل البعد عن دور الاعلام كجهاز رقابي كتكثيف الحملات ومنع الاجانب والغاء رخص المقاهي وتقييم عمل المنظمات الطوعية ومتابعة المعلومات والتقارير الخاصة بالمنظمات والتنسيق بين جميع الاجهزة الامنية تحت اشراف الادارة العامة للجوازات ..
وكلها مسائل تعيها الشرطة جيدا ولا تغفلها وكأن الورقة تريد ان تقول ان الشرطة لا تقوم بدورها ..
وتعريف وسائل الإعلام بغض النظر عن عشرات التعريفات المختلفة أنه عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والمادية والإخبارية والفنية والأدبية والعلمية المؤدية للاتصال الجماعي بالناس، بشكل مباشر أو بطريقة غير مباشرة في إطار العملية التفاعلية الثقافية للمجتمع.
وتسهم وسائل الاعلام في الوحدة الثقافية والاجتماعية والتقريب بين طبقات المجتمع الحديث وتسهم في عملية النقل الثقافي بين الاجيال .
هذا هو دوره كما عرف من المختصين ومن هذا المنطلق كان من المهم للورقة ان تركز على برامج اعلامية لضبط الوجود الاجنبي بما ينفع الدولة وكما قال صديقي المخرج المبدع شكر الله خلف الله ان الاستعانة بالفنون والتمثيل كنوافذ اعلامية يمكن ان يساهم بفعالية في قضية الوجود الاجنبي في السودان ..
وختاما وكرأي شخصي اعتقد ان الورشة لا تعادي الوجود الاجنبي في السودان بل تريد تحريك الساكن وتنبيه الحكومة الى مضار الوجود الاجنبي غير المقنن ..