محيي الدين شجر يكتب بمناسبة ورشة الوجود الاجنبي : الحماس لا يدفعنا للاضرار بالسوريين

محيي الدين شجر يكتب : ورشة الوجود الاجنبي ..الحماس لا يدفعنا للاضرار بالسوريين
راي : محيي الدين شجر
كنت دائما ورجل الاعمال السوداني المعروف معاوية ابايزيد نتحدث عن خطورة الوجود الاجنبي في السودان وبالخرطوم تحديدا وكتبت عشرات المقالات عن اهمية تقنين الوجود الاجنبي وفرض رسوم على الاجانب مثلما تفعل دولهم ..
فدولة الجنوب التي يتمتع رعاياها في السودان بكافة الخدمات مجانا تفرض رسوما على السودانيين في الوقت الذي كان فيه الجنوبيون يتمتعون بالخبز المدعوم والوقود المدعوم ..
وكذلك تفرض اثيوبيا على السودانيين رسوما للاقامة على اراضيها ..
بل كل الدول الافريقية القريبة من السودان تفرض رسوم اقامة لكل من يصل اراضيها من السودانيين وتتشدد معهم .. ولقد ظهر ذلك بوضوح ابان هذه الحرب التي جعلت المسؤولين في السودان يلتفتون الى اهمية المعاملة بالمثل وتقنين الوجود الاجنبي ..
ولكن في تقديري رغم اهمية تقنين الوجود الاجنبي في السودان وتنظيمه بطريقة جديدة الا ان الوقت لا يبدو مناسبا الان لصعوبة التطبيق مع استمرار الحرب واختلاط الحابل بالنابل ولعدم وجود سلطة تشريعية تستطيع انزال القوانين المناسبة الى ارض الواقع..

مع ان بالسودان قوانين ممتازة تقنن الوجود الاجنبي منذ استقلال السودان لكنها غير مفعلة ومركونة في الاضابير
وبالتالي فان المطلوب في هذه المرحلة حصر الاجانب في المدن الامنة وتصنيفهم وارجاع غير المرغوب فيهم الى بلدانهم عن طريق تنظيم حملات مكثفة في المدن الامنة والزام الكافة بحمل بطاقات والا يتعرضون للمساءلة ..والترحيل ..
ان الحماس نحو تقنين الوجود الاجنبي لا ينبغي ان يقود المسؤولين الى التجني على رعايا بعض الدول كالسوريين الذين يعانون من نفس الظروف التي جعلت الالاف من السودانيين يغادرون للاستقرار خارج السودان ..
ان السودان حينما كان قويا رحب بالسوريين وفتح لهم ابوابه  ودخلوا جميها عبر مطار الخرطوم بوثائقهم الثبوتية وهم عاملوه بنفس التقدير ولقد ساهم السوريون ببراعة في انعاش الاقتصاد السوداني واقاموا كثيرا من المصانع الناجحة في شتى المجالات ..
حيث استقر عدد كبير منهم بالسودان وساهموا في تطوير الصناعة والتجارة وبعضهم اكتسب الجنسية السودانية ..
والسوريون شعب متطور وكفء ومؤهل ومن اكثر الشعوب العربية تطورا في كافة المجالات ولولا الحرب التي اندلعت في بلدهم لاصبحت سورية من اهم دول المنطقة العربية .
لقد درست بسورية ولمست مدى مهارتهم ومدى تطورهم وكيف ساهموا في تطوير سورية التي تصنع كل شئ.
لقد تعرضت سورية الى مؤامرة كبرى بهدف اعاقة تطورها وتكالبت عليها دول الشر لاضعافها لانهم يعرفون قوتها الاقتصادية وتطور شعبها ..
وبالتالي على المسؤولين في السودان ان لا يندفعوا وراء الحماس نحو تقنين الوجود الاجنبي بالاضرار بالسوريين الذين ظلوا بالسودان رغم الحرب لانهم لا يعرفون الى اي مكان يذهبون ..
وسورية التي تدخل حربها العام الرابع عشر لم تستقر حتى الان ومعظم مواطنيها بين نازحون ولاجئون في الدول الاخرى ..
ان هنالك عددا كبيرا من الاجانب لم يقدموا خيرا للسودان مثلما فعل السوريين بل اتجهوا للاجرام وكونوا عصابات النهب بخاصة في العاصمة الخرطوم واولئك اولى بالترحيل ودخلوا السودان بطرق غير شرعية ولا يحملون هويات ..
اما حديث البعض عن الغاء كل الارقام الوطنية فهو حديث لا يستند الى منطق لان اهم ماخرجت به وزارة الداخلية السودانية بعد الدمار الذي حل بكل شئ هو نجاحها بالمحافظة على قوائم السجل المدني من الضياع وبالتالي يمكن لها في مرحلة لاحقة بعد الاستقرار ان تقوم بتنقيحه ومعرفة الطالح والصالح ..
اما مسالة اكتساب الجنسية والتي ينظر اليها غلاة المتشددين بانها مسالة ينبغي فورا اعادة النظر فيها فان آلاف السودانيين اكتسبوا جنسيات الدول الاخرى في الدول العربية وفي بلاد العالم اجمع ..ولم يشكلوا مشكلة لتلك الدول ..
صحيح ان بعض السوريين اتهموا في جرائم ولكن لا يمكن اعتبار كل السوريين متهمين والمتهم يقدم الى محاكمة عادلة لادانته او اطلاق سراحه مثلما يقدم المتهمون السودانيون الى المحاكم في الدول الاخرى ولا يقدح ذلك في كل السودانيين ..
ان السودان بوضعه الحالي لا يشجع على اكتساب جنسيته بعد ان فر السودانيون انفسهم الى الخارج بحثا عن الامن والامان ..
ولهذا فان ورشة الوجود الاجنبي التي من المقرر ان تنعقد الاسبوع القادم ببورت سودان ينبغي لها ان تراعي تلك المسائل وان لا تتشدد نحو السوريين الشعب الطيب الودود..
وللعلم فلقد استضافت سورية قبل حربها آلاف الطلاب السودانيين بطيب خاطر واكرمتهم ومنحتهم السكن مجانا والدراسة مجانا في كل جامعاتها في دمشق وحلب واللاذقية وغيرها من الجامعات ..
ومافعلته سورية للطلاب السودانيين لم تفعله دولة عربية غيرها ..
ختاما نحي وزارة الداخلية وعلى راسها الوزير النشط اللواء شرطة (م) خليل باشا سايرين على تفكيرها المتقدم بتقنين الوجود الاجنبي في السودان والرجل بدأ عهده بكثير من النجاحات داخل وخارج السودان بلقاءاته مع المسؤولين المصريين بالقاهرة لبحث مشكلات السودانيين بمصر وباهتمامته داخل السودان بما يحفظ كرامة السودانيين والتحية كذلك لكل المسؤولين بوزارة الداخلية وللناطق الرسمي باسم الشرطة فتح الرحمن محمد التوم الرجل الملم بكل التفاصيل والذي حينما يتحدث في اي امر فانه كانما يقرأ من كتاب ..
ودمتم