محيي الدين شجر يكتب : الى اهل بورت سودان : دار النازحين بالزهراء حدث ولا حرج

قصة مركز الزهراء للنازحين ببورت سودان
بقلم : محيي الدين شجر
يعاني نازحو دار الايواء بمدرسة الزهراء بحي ترب هدل البر الشرقي ببورت سودان وعددهم 124 شخصا من نساء واطفال وكبار سن من ظروف قاسية جراء فصل الشتاء لافتقادهم اغطية بطاطين ومراتب حيث يخلدون للنوم فوق كنب المدرسة لعدم وجود اسرة ..
ولقد دفعت الحرب هؤلاء للنزوح الى بورت سودان وسط ظروف قاهرة تاركين خلفهم اعمالهم ومساكنهم التي تعرضت للنهب ومدارسهم وفصولهم الدراسية
كما عاشوا ظروفا مأساوية وتعرضوا الى هزات نفسية قبل ان يصلوا الى مدينة بورت سودان بحثا عن الامن المفقود في مدينتهم ..
ان واقعهم البائس يكشف عن قصور واضح من المنظمات المعنية بشؤون النازحين واللاجئين والمنظمات الطوعية التي تدعي انها تقدم المساعدات للمحتاجين ..
وهذه الدار هي واحدة من الدور المنتشرة بمدينة بورت سودان والتي امتلأت من الفارين من ويلات الحرب في المدن الاخرى ويمكن ان تكون مثالا للاهمال من قبل تلك الجهات المعنية بتوفير اساسيات الحياة للمكتوين بافرازات الحرب ..
لقد زرت الخميس مدرسة الزهراء للبنات التي تأوي هؤلاء النازحين برفقة الرجل الانسان علي عبد الرحمن بالعيد احد الشباب البارزين بولاية البحر الاحمر حيث تكفل بحل مشكلة الكهرباء بها ..
ووقفت على حجم المعاناة وسطهم وهم يقضون لياليهم في فصل الشتاء هذا نوما في كنب المدرسة وبعضهم يفترش ارض الفصول لا مراتب ولا ملايات ولا ناموسيات تمنع عنهم الاصابة بحمى الصنك ..
كانوا مستقرين بمدنهم ومساكنهم وديارهم واضطروا للنزوح الى اقصى الشرق ببورت سودان ومنهم من يزورها لاول مرة ليس سائحا بل نازحا معدما بائسا من تقلب الاقدار ..
لا يملكون مالا للايجار كما فعل كثيرون ولا يقدرون على اللجوء الى الدول المجاورة كما فعل اخرون ..
ارتضوا مجبرين ان يبقوا داخل السودان
تقول هدى الياس احدى المشرفات بمركز الايواء انهم يحتاجون الى اغطية بطاطين ودفايات وملايات وناموسيات وكل ماوصلهم من الجهات الخيرية 6 مراتب و17 دفاية برد في وجود 124 شخصا
واشارت الى معاناة بعض النازحين من الامراض المزمنة السكري والضغط والتشنجات ..
في حين اشار لي المشرف عادل محمد الى وجود نساء حوامل ويحتاجن الى عناية صحية مستمرة ..
داخل المركز التقيت بسيد همد وهو رجل مجبول على خدمة الناس حيث ظل حريصا على حل كل مشاكل المركز بهمة ونشاط ..
كما علمت بقيام المواطنين بالمنطقة بتقديم مايقدرون عليه من مساعدات ..
ويضيف عادل محمد بقوله ان عدد من المنظمات الطوعية سجلت زيارات لهم كالهلال الاحمر السوداني الذي قدم مواد غذائية ومنظمة الهجرة العالمية متوقعا المزيد من الدعم نسبة للظروف القاسية التي يعيش فيها النازحون ..
وتقول ومضة القنديل وهي احدى المشرفات بالمركز ان هنالك كبار سن بالمركز وكشفت عن وجود 52 طفل و42 امراة بالمركز ..
انني ادعو الجهات المهتمة بالعمل الانساني وعلى وجه السرعة توفير بطاطين ومراتب وناموسيات لحل المشكلة الانية ..
وبعدها نتوقع ان يتدافع رجال الخير لاستكمال النواقص بكل مراكز ايواء النازحين بالبحر الاحمر ..