قايلني هندي

*قايلني هندي*

الهند احد ما يعرف بالنمور الاسيوية و واحدة من اكثر دول العالم تقدما خصوصا في مجال التكنلوجيا.. و شعب متعدد الاديان واللغات والاثنيات في مساحة كبيرة جداً تعرف باسم شبه القارة الهندية خليط مختلف ومتجانس في ذات الوقت تجمعه اكبر ديموقراطيات العالم
العنوان اعلاه مقولة متداولة في الشارع السوداني مأخوذة من قشور ثقافة افلام( الكابوي) والافلام الهندية.. والهندي المقصود في المقولة ربما يكون من الهنود الحمر او هنود الجمهورية الهندية و اياً كان المقصود فهي مقولة بائسة تصفهم بانهم اغبياء لايدرون ما يحاك لهم في الخفاء او يفكرون به و هذا دون وعي او ادراك منا بعظمة الهند والهندي وقدمه في التاريخ الحضارة الانسانية .. وتناسي ان عجائب الدنيا عندما كانت سبع كما وصفوها كان من ضمنها( تاج محل) بالهند العظيمة وقطعا الواقع اليوم يقول غير ذلك ويبرهن اننا نحن الاكثر غباءً وما ادل علي ذلك من الحرب التي قال طرفاها انها (عبثية) وما زالا يتحاربان و(يتعابثان) لتسعة اشهر وراحت نتيجة ذلك عشرات الالاف من الانفس البشرية وخلفت الاعاقات الجسدية…. وليتنا (كنا هنود) بما نظنه غباء و( كياشة) بينما هو غبن علاجه عند الهنود صبر و كياسة بحذف (ثلاثة نقاط الكياشة) فاحذفوها وهي معلومة

(قايلني هندي) عبارة تستخدم كثيرا في الاسواق وعند التجار والسماسرة في بلد (الكسر) و(الجوكية) بارض العشرة مليون سمسار والهنود هم اشطر التجار في العالم ومن اثرياء الكون وحكامه ولاتكاد تخلو منهم بقعة من دول العالم عبروا المحيطات شقوا الغابات والصحاري واكتشفوا العالم الجديد (وعمروا الارض اينما قطنوا) و استفادوا فائدة قصوي من المستعمر وحاربوه بالسلمية والبرود القاتل بقيادة الملهم المهاتما غاندي…

الاقتصاد في الهند هو سادس أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج الإجمالي المحلي الإسمي والثالث من حيث تساوي القوة الشرائية. حسب صندوق النقد الدولي
كما انها متقدمة جداً في البرمجيات والحوسبة و اضحي كل العالم والشركات الضخمة في هذا المجال تتجه نحوها.. ونحن ما زلنا نغني علي ايقاع الدلوكة( سيف اخوي في لفحتو بشيل الراس بي صفحتو) ويشتعل (البطان)..

(َقايلني هندى) ليتك كنت هندياً واين نحن من الهند والهنود؟؟؟

فالهند تملك مفاعل نووي وبها ما يقارب مئتي مليون يعتنق الاسلام الذي يمثل الدين الثاني من حيث العدد حيث يمثل 14%من مجموع الديانات الاخري والهندوسية هي الديانة السائدة مع اقليات دينية اخري اعدادها يمكن ان تشكل دول بكثافة سكانية وموارد ومهارات في كل المجالات( لكنهم هنود) كلهم يعيشون تحت مظلة جمهورية الهند العظيمة يحكمهم دستور علماني في مساحة شاسعة مختلفة الاشكال والاجواء والطقوس والعبادات.. انفصلت عنها باكستان المسلمة لتنفصل عنها بعد ذلك بنغلاديش المسلمة وهي اقليم شاعر الهند العظيم (طاغور) الذي مجده الشاعر السوداني تاج السر الحسن في اغنية اسيا وافريقيا التي تغني بها الكابلي رحمهم الله جميعاً
.
هناك تشابه كبير بين السودان والهند فكلاهما قطر مساحته كبيرة مقارنة بغيره فالسودان كان الاكبر مساحة بافريقيا والعالم العربي قبل انفصال الجنوب و اضعنا ثلث المساحة نتيجة صراع اسموه (صراع ديني) وذات الشئ حدث عندما قاد محمد علي جناح انفصال باكستان المسلمة والذي قاد لانفصال بنغلاديش بقيادة مجيب الرحمن وكلاهما مسلم واخشي ان يكون ذات الصراع القائم الان يسوقنا لمثل ذات الانفصالات بعد انفصال الجنوب والقتال الان بين المسلمين وكلاهما يكبر ويهلل ويستنفر ويستفز الاخر والكل يقول النصر او الشهادة ولا يدرون انهم سلالة( الحسن صاقعةَالنجم البحمي الشهادة والنضم) و كلاكما يمنع الاخر الشهادة والنضم وكلاكما سوداني ومسلم يتحدث ذات اللغة … اماالهنود فيغنون ويرقصون مع فيلم الهندي الشهير Mothet India

الوان الهنود متعددة وبينها كفروقات واضحةَ فتجد اللون الاسود الداكن والذي يتدرج حتي يصل البشرة البيضاء الفاتحة والهند والسودان كلاهما من المستعمرات الانجليزية الكبيرة لكن الطبائع مختلفة كثيرا فهم الاكثر بروداً وصبراً علي المكاره رغم ان دينهم ليس الاسلام عكس اهل السودان تماماً (وروني العدو وقعدوا فراجة) … ليت المحتربون الان كانوا هنوداً لكنهم اصحاب ثقافة (قايلني هندي)…

خطرت لي هذه الاشياء وانا لاجئ في دولة ما وصاحب البقالة الصغيرة هندي اتته لاجئة سودانية صغيرة وسالته عن سلعة معينة ولم يفهم ما تريده وعندما اردت ان اترجم له ما تريده وجدته يمد له محرك البحث (القوقلابي) لتكتب ما تريده وقد كان الحل حاضراً وليس (الحل في البل) وفي ثوانٍ كان طلبها وخيارات منه بين يديها حينها تبسمت و تذكرت حديثي مع ( الحاوي سيد الدكان) عندما كنت اتحدث اليه عن اصحاب البقالات الصغيرة والخدمات التي يقومون بها وكلهم من الهنود في دولة اغترابي وكيف يسهلون وصول السلعة اليك وانت بسيارتك او داخل شقتك فكان رده عنجهياً (بالله كمان اوصل ليهو الحاجة الهو دايرها في العربية… افووو والله ما اتهان لو داير يشتري بمليار).. ثم اردف( والله كلام… هو الداير واللا انا الداير… ينزل من السيارة ويجيني حبابو عشرة) فضحكت و كنت اود ان ابدأ مشروع مع مصطفي في ان تصل للزبون اغراضه اينما اراد لكني وجدت ان تفكيره متعنت و(عنطزة) في الفارغ رغم انه قطع فيافي ومدن لكسب العيش… وتذكرت انه (ليس هندياً) واننا شعب لا يعترف بان الاختلاف هو اساس الكون

وتذكرت دكاكيننا القديمة وعناقريبها وقيلولة اصحابها كنت وانا طفل عندما اذهب للدكان لشراء اي شيئ نهاراً يسالني صاحب الدكان وهو (راااقد وخالف كراعو) بين اليقظة والاحلام داير شنو؟؟ فان كان ما اريده لايستحق ان ينهض ويتعب نفسه فيظل راقداً قائلاً (مافي مافي) وان كنت اري ما اريده بعيني امامي وقلت له (ياهو داك في) هنا يتأهب من رقدته وينهض ليس لخدمتي ولكن للرد بعنف( في وما بديك… امشي يمشي فيك قطر ) وربما لحقني بمركوب علي ظهري فاسرع فاراً مثل فراري من وحشية الدعم السريع والجيش المنيع ويا (الامريكان ليكم تسلحنا) انتو قايلين نفسكم هنود تملكون النووي… هذا مما يضحك…
فالوحشية التي نراها اليوم ليست غريبة علينا وجلافة التعامل ليست شيئ جديد وعدم قبول الاخر ليس امر حديث فنحن نرفض حتي – (الزبون) قاطع القيلولة الذي نتنفع منه… ونحترم قاطع الطريق (الهمباتي) ونحتفي به ونغني له و(لفروسيته)

عزيزي القارئ الكريم علينا مراجعة انفسنا وتغييرها والاعتراف بكل الاخطاء السلوكية ولا (تكن فظاً غليظ القلب)… لو سالت الان ما هي الصلات الوسطي لقالوا لنا هي صلاة العصر ولو قلت لهم ولماذا صلاة العصر هي الوسطي تحديداً واضفت سؤال لكل اجابة غير مقنعة لوصفوك بالانحراف والمقنع ان الصلات الوسطي هي المعاملات مابين الفروض الخمسة وهذا امر نفرد له مساحة اخري عسي الا تلحقنا سيوف وخناجر… والمسافة بيننا والهنود تبلغ عدد من السنين الضوئية وليتنا نملك اليسير من صبر وجلد الهنود ونشاطهم واحترامهم للاخر…

الخوف كل الخوف الان في العالم من الدول (العاقلة) ذات المساحات الكبيرة والموارد الضخمة والهند ما زالت تعمل في صمت حاديها صوت طاغور المغني…
و لا للحرب

سلام
محمد طلب