محيي الدين شجر يكتب : تعليم الطوارئ

التعليم في خطر بقلم : محيي الدين شجر


كاذب من يظن ان التعليم في السودان يمكن ان يتعافى بسرعة في الوقت الراهن ويفيق من غيبوبته والبلاد تعيش وضعا استثنائيا حرجا للغاية وسط ظروف مالية قاسية للدولة لا تمكنها من الايفاء بمستلزمات المعلمين وتهيئة البيئة المدرسية ..

ان ماتم خلال الفترة الماضية لانسياب العملية التعليمية يستحق الشكر والتقدير وبخاصة لحكومات الولايات التي اجتهدت لاجل استقرار التعليم في اراضيها كنهر النيل والبحر الاحمر وكسلا والقضارف وغيرها من الولايات كابرز مثال ..

واستقرار التعليم في تلك الولايات لا يعني استقرار التعليم في باقي السودان ..حيث تواجه العملية التعليمية تحديات جسام ..
ومعاناة التعليم في السودان لم تكن وليدة مابعد الحرب انما ظلت المشكلات متوارثة منذ امد بعيد وظل التعليم الجامعي منذ الثورة في العام ٢٠١٨ يتارجح مابين التوقف والاستمرار ولا ادل على ذلك ان الطلاب الذين دخلوا الجامعات وبخاصة الحكومية لا يزالون في مقاعد الدراسة ولم يتخرجوا بسبب اضرابات اساتذة الجامعات المتكررة بسبب الاجور ونحن الان في العام ٢٠٢٥ م ..

فاي مستقبل يضيع ويتسرب من تحت اصابع الطلاب ..واي ضياع يعيشونه الان ..

ونقس على ذلك حيث حرمت الحرب آلاف الطلاب الجامعيين من الاستمرار،في الدراسة لاسباب متفاوتة ….

كما حرمت الآلاف من طلاب المتوسطة والثانوي من مواصلة دراستهم بخاصة للاسر التي نزحت في انحاء السودان او لجأت مضطرة الى دول الجوار واستقرت في دور الايواء وتعاني شظف العيش والمسغبة ..

بخلاف الاطفال الذين لم يتمكنوا من ولوج رياض اطفال بسبب وضعهم الصعب في دور الايواء ..وانشغال اسرهم بتوفير مستلزمات المعيشة ..

لقد تشرفت بحضور منتدى الاعلاميين من اجل التعليم ضمن فعاليات اسبوع العمل العالمي للتعليم والذي نظمة الائتلاف السوداني للتعليم للجميع (اسكيفا ) الذي يقوده ناجي منصور مديره العام حيث تناول المنتدى كيفية انسياب التعليم في حالات الطوارئ ..

وحضر المنتدى مدير عام وزارة التربية والتعليم بالبحر الاحمر الوزير المكلف هاشم علي عيسى ومفوض العون الانساني بالولاية علي محمد الامين
والائتلاف السوداني كعادته حاول ان يجد حلولا تساعد في انسياب التعليم في مثل هذه الظروف الطارئة التي يعيشها السودان

حيث امن هاشم على عيسى مدير عام التربية والتعليم بالبحر الاحمر على ان التعليم الان في حالة طوارئ مقدما تجربتهم الناجحة  في الولاية وكيف نجحوا في استمرار التعليم في الفترة الفائتة رغم التعقيدات بالوصول الى حلول ناجعة رغم اكتظاظ المدارس بالنازحين باختيار الدراسة يوما بعد يوم ..مع الابقاء على النازحين بالمدارس
رغم ان كثير من الولايات قامت بطرد النازحين منها ..

مفوض العون الانساني علي الامين انصب حديثه حول المعلم واهمية انصافه وقال انه راس الرمح في العملية التعليمية ..
والرجل هو معلم في الاساس ومن اسرة متسلحة بالعلم ومترعة بالمعلمين ..

وبالطبع لم ينحاز الى قبيلة المعلمين انما اراد ان يؤكد على اهمية الادوار الكبيرة التي يقوم بها المعلمون متى ماوجدوا الاجور العادلة ..

في حديثي في الملتقى ركزت على اهمية تمويل العملية التعليمية باعتبار ان كل مشاكل التعليم في الظروف العادية سببها ضعف المرتبات وفقر الاسر مما يمنعها من ادخال ابنائها للمدارس بل نجد ان هنالك عدد كبير من طلاب الجامعات انسحبوا من القاعات بسبب الفقر ..

ولاهمية تمويل التعليم ختم مدير عام الائتلاف  مستر ناجي منصور  حديثه باهمية تمويل التعليم وكشف عن عزمهم لتنظيم ملتقى خاص بقضية التمويل بصفتها اهم قضية ..

تحديات كثيرة تواجه التعليم في السودان في ظل الواقع الماثل الان ولابد من شحذ همم المجتمع اضافة الى جهود الدولة وبخاصة الولايات لجعل عملية التعليم ممكنة في حالات الطوارئ ..