محمد طلب يكتب : *الرجوع والعودة في الاغاني السودانية 5 – 10* *(درب الرجعة ما عرفتو)*

ذكرالإمام ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر) في فصل «من قال لا أدري فقد أفتى»، أنّ مالك بن أنس روى أنّ رجلاً سأله عن مسألة فقال «لا أدري» فقال سافرت البلدان إليك، فقال: إرجع إلى بلدك وقل: سألت مالكاً فقال «لا أدري» وكان علماء الصدر الأول يفصحون عمّا لا يعلمون باعتداد ودون حرج
طيب ايها القارئ الكريم نحن كمواطنين بسطاء في ظل التعقيدات الكبيرة في هذه الحرب (مشى مفروض نقول ما عارفين) بدل الدعوات الكثيفة المنظمة للرجوع والعودة لارض (الحرابة ) التي طُردنا منها..
يقول اهلنا في حكاويهم (الما عارف يقول عدس) لان الخفايا كثيرة و(ماخفي اعظم) فنتمني الا يقول البعض انه (عدس) لعدم معرفتهم فيذهب البعض خلفهم نحو (العدس)….
الحديث عن العودة بقي (كتير ومسيخ) و ممن يعلمون بانه ليس (عدس) او لا يعلمون
ينتشر هذه الايام بوست غمئ علي الميديا تحت عنوان (كلام من ذهب) ننقله لكم كما هو (بي ضبانتو) وكل الاخطاء التي حملها لانه يستوجب الرد عليه والنصح بما نري فهيا بنا الي نص البوست :-
*(كلام من ذهب*
⭕الذين ينتظرون أن تعود كل الخدمات لمناطقهم ثم يعودا لمنازلهم أؤلائك الذين يتعاملون مع وطنهم كفندق 5 نجوم، لا يمكن أن تعود لتجد كل شيء قد تم تحضيره لك لترجع لعادتك القديمة في تحضير الاشعار والرقيص على أنغام الوطنية المدعاة، إن هذه البلاد يجب أن تتعامل معها كجزء لا يتجزء منك تمرض لمرضها وتفرح لفرحها يجب أن تكون جزءا من الحل وجزء من التعمير وساعد من سواعد الوطن لا تكن متفرجا ثم تعود لتقدم فاصل من النقد والتبخيس فالأوطان تبنى بسواعد بنيها لا بالأماني.)) انتهي
٫٫٫٫٫٫٫٫٫
كان من الممكن ان نفترض حسن النوايا في كاتبه المجهول لو انه نادي بضرورة العودة واهميتها دون التعرض للاخرين واشعارهم والرقيص ..
كلام من ذهب اكذوبة.. انه من حديد تأكل من الصداء ومحاولة بائسة لدغدغة مشاعر الغلابة المحرومين
وقد صدق في تشبيهه…
نعم ننتظر الحكومة لتوقف الحرب اولاً ثم تشرع في تمهيد طريق العودة وتجهز لنا ابسط مقومات الحياة الادمية و هذا واجبها فكيف يعود الطبيب والتمرجي والفحيص واختصاصي الاشعة ان لم تكن هناك مستشفيات يقدموا لها خدماتهم …هناك وزير مالية و وزير صحة هل سمعتم منهم قولاً بان المرافق الصحية الان عادت ويمكن ان تقدم الخدمات؟؟! ..كيف يعود المعلم والطالب والغفير و ست الفطور لتقديم خدماتهم وتلقيها.. اذا لم يظهر وزير التربية والتعليم ويعكس الاوضاع تفصيلاً ويحث الناس علي العودة امام مرأي ومسمع العالم وانهم جاهزون … لم نر منهم سوي اعلانات عن انعقاد امتحانات الشهادة السودانية لطلاب لم يدرسوا لسنتين كاملتين ورسوم امتحان تقارب (المئة مليون)؟؟؟!.. هل سمعتم ناطق رسمي من الجيش يقول ان الحرب انتهت تماماً؟؟!
ونحن كل يوم نسمع بلغم انفجر في اطفال يلعبون او مسيرة دمرت كذا وقتلت كذا.. او هل اصدر وزير الدفاع بيان يوضح فيه ان الحرب قد وضعت اوزارها وعلي الناس ان تعود لديارها والامن مستتب بالبلاد؟؟!!!
لقد صدقت يا كاتب المقال حين قلت اننا نتعامل مع فندق ولم تصب في عدد نجومه ..حقاً لقد حولت الحكومات (الانقاذية) البلاد الي فندق كبير جداً لكنه ليس خمسة نجوم بل اقل من نجمة فالخدمة بالفنادق بمقابل ليس مجاناً و تلك الحكومات غطست حجر البلد ومواطنيه فقد قضت علي التعليم المجاني و اهملت المدارس الحكومية وفتحت باباً واسعاً جداً للتعليم الخاص و روجت لنجاحه فخرجت اجيالاً لا تعرف متي تُربط التاء والفرق بينها وبين الهاء في اخر الكلمة فتخرجوا لايعرفون (الواو الضكر) ويقفون (الف احمر) ان قلت لهم ذلك وكاتب البوست منهم ….
اما المستشفيات الحكومبة فخربوها عن عمد لتزدهر المشافي الخاصة و روجت الحكومات لفكرة (توطين العلاج) فحصدوا اموال الغلابة و مرضي لم ينعموا بالصحة بعدها اما سوق الجامعات والاكاديميات الخاصة فحدث ولا حرج والتعليم فوق الجامعي صار سوق نخاسة الاف الدكاترة البروفات بعقول خاوية إلا من رحم ربي…
نعم ننتظر ان تعود الخدمات كاملة غير منقوصة ….
الا تدري ما هي وظائف الحكومات يا هذا؟؟
لماذا هناك وزارات خدمية ولماذا هناك ضرائب و زكاة وعاملين عليها اليست واحدة من مهامهم توفير الخدمات الاساسية من صحة وتعليم و وتوفير بئية تصلح للحياة الادمية… قل لي ماذا فعلت حكومة الامر الواقع كي نعود و (كيف الرجوع لي زول قنع) ولعقود (جرب معاك كل السبل ) يا (حكومات السجم )
نعم… سوف نكتب الاشعار ونغني الامنيات و (ننثر الافراح درر) لعلمنا ان الامنيات ضرورة حياتية نعمل لاجلها فمراقي المجد تحتاج القوة او كما قال المتنبي:-
*وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراًتَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ*
احذروا هذه البوستات مجهولة المصادر التي تريد ان تسوقكم للمحارق وتجعلكم وقوداً لها هذه البوستات تصمم لاغراض و تُسخر لنشرها مجموعات كبيرة منظمة ومدفوعة الاجر
كانت لنا مواعيد مع حكومة مدنية تحقق الحرية والسلام والعدالة وحبيبة غنينا لها:-
*في انتظار عينيك كملت الصبر كلو*
لكن للاسف لم نحظي بذلك اللقاء و ما يحاك لنا خلف الكواليس كان عظيماً و الان يكذبون علينا كي نعود فقل لهم :-
*رجعت و اسفي في عيوني*
*ودرب الرجعة ماعرفتو*
نعم فالطريق غير واضح و كل الامور ضبابية وصناعة اوهام سئمناها..
وتظل والاوطان بقلوبنا نعمل و نغني للفجر القادم والغد الافضل الذي تنتصر فيه رواكيب التشرد والنزوح و تصبح كل الاحزان التي نعيشها الان ذكريات رحلات الكفاح ونكتب الاشعار (الماعاجباك) و نغني:-
*باكر يا حليوه لما اولادنا السمر يبقو افراحنا البنمسح بيها احزان الزمن نمشي في كل الدروب الواسعه ديك والرواكيب الصغيرة تبقى اكبر من مدن إيدي في ايدك نغني والله نحن مع الطيور المابتعرف ليها خرطه ولا في ايدا جواز سفر*..
عذراً فقد اثار حفيظتي ذلك. البوست الذي لا يحمل اسم و يدس السم في الدسم …
وغداً نكون كما نود ونعود بكم لاغنيات العودة
سلام
محمد طلب