محيي الدين شجر يكتب : عودة الداخلية الخرطوم ..عودة الحياة

محيي الدين شجر يكتب : انتشار الشرطة بالخرطوم ..بداية لعودة الحياة
قامت الدنيا ولم تقعد بسبب حديث ادلى به مدير عام الشرطة بالنيابة الفريق شرطة محمد ابراهيم عوض الله ردا على سؤال طرحته له في المنبر الدوري لوكالة السودان للانباء اليوم حول الوضع الامني في الخرطوم..بقوله بان الحياة في الخرطوم لا زالت متدنية ..
والخرطوم العاصمة زارها مؤخرا وزير الداخلية الفريق خليل باشا سايرين بمعية قيادات الشرطة للوقوف على قرار انتشار الشرطة بالخرطوم .. لاعادة الامن وتقديم الخدمات الضرورية .
والشرطة هي راس الرمح في الامن ..
ولقد تحدث الفريق محمد ابراهيم حديثا مهنيا ونفس هذا الراي ينقله الكثيرون ..
كيف تعود الحياة بمجرد طرد المليشيا وهزيمتها شر طردة وهنالك مخلفات الحرب العنيفة التي اندلعت
كيف تعود الحياة لطبيعتها والخرطوم بلا كهرباء ومياه بسبب استهداف المليشيا لكل محطات الكهرباء والمياه ..
كيف تعود الحياة بسرعة ولا زالت المدينة تعج بالمتفلتين والنهابين .
كيف عادت الحياة للخرطوم وكل مستشفياتها تدمرت وكل مراكزها الصحية نهبت وتوقفت عن العمل ..
ان عودة الشرطة للخرطوم بكلياتها حفظا للامن وعودة الدفاع المدني عقب التحرير لتنظيفها هو البداية الحقيقية لعودة الامن والصحة ومن ثم الحياة للخرطوم وستعود الحياة كما قال وزير الداخلية بعد توفر الخدمات وتوفر الامن ..
لقد فسر خالد الاعيسر وزير الثقافة والاعلام ماعناه مدير عام الشرطة بالنيابة بان الحياة ستعود رويدا رويدا وهو يشير الى ان الخرطوم تم تجريدها و هنالك مخلفات ولا يمكن ان تصبح مدينة صالحة للعيش بعد الحرب قبل تهيئة المسرح من ناحية امنية ومن حيث الخدمات ..
لهذا لا يمكن تحميل حديث مدير عام الشرطة بالنيابة الفريق محمد ابراهيم اكثر من اللازم ..فالرجل تحدث من واقع مسؤوليته ..وستعود الحياة للخرطوم متى ماتوفر الامن وتوفرت الخدمات ..والدولة ساعية لذلك ولكن الخرطوم حاليا في الوقت الراهن تفتقد للكثير ..
وكان وزير الداخلية الفريق شرطة خليل باشا سايرين قد هنأ القوات المسلحة والقوات المساعدة لها بالانتصارات التي تحققت وقال انها اعادت الامن والاستقرار لولايات وسط السودان ..
وقال ان توفير الامن والتامين عنصر جاذب لتشجيع العودة الامنة للخرطوم ..واضاف بوضوح نشجع العودة الامنة متى ماتوفر الامن وتوفرت الخدمات ..حاثا الشباب للعودة وتعمير مدينتهم ..
وحديثه عن تشجيع العودة الامنة وربطها بتوفير الامن والخدمات هو عين ماذكره الفريق شرطة محمد ابراهيم ..
ولهذا اتخذت قيادة الشرطة قرارا بانتشار قواتها بالخرطوم لاجل تحقيق هذا الهدف ..
وسعدت حقا بانتشار الشرطة بنسبة ٩١% في المحليات وفي اقسام الشرطة ونتطلع لان يكون الانتشار بنسبة ١٠٠%
من ناحية اخرى اكد الفريق شرطة محمد ابراهيم ان الحياة متوفرة في كرري والرجل صدق فيما قاله ومحلية كرري ظلت الحياة فيها حتى ايام الحرب الاولى وهي المحلية الوحيدة كما قال وزير الداخلية لم تدنسها اقدام المليشيا وظلت تحت سيطرة الجيش ..
صحيح ان الكثيرين لم يخرجوا من محلياتهم كمواطني شرق النيل والحاج يوسف وبعض اهل سوبا لكنهم تحملوا ظروفا قاسية والمئات منهم توفوا بسبب انعدام العلاج والدواء اضافة الى معاناتهم بسبب البحث عن المياه وسبل العيش ..
وشخصيا اتفق مع ماذهب اليه مدير عام الشرطة بالنيابه في ان الخرطوم حاليا تفتقد للحياة لكنها ستعود اليها بالكامل نتيجة للجهود التي تبذلها وزارة الداخلية ووالي الخرطوم ..
وان كنت مسؤولا عن الخرطوم لما كنت حريصا على عودة المواطنين قبل توفير الخدمات لاني اثق في قدرة الشرطة على توفير الامن ..
لان اكتظاظ الخرطوم بالسكان بلا خدمات وبلا مدارس وبلا صحة وبلا امن يمكن ان يحولهم هم انفسهم الى مهدد امني الخرطوم في غنى عنه ..
صحيح نجحت قواتنا المسلحة والقوات المساعدة والمستنفرين في تحرير الخرطوم في ملحمة تاريخية ولكن اعادة اعمارها يحتاج الى الكثير من الجهد ..
وماتوفيقي الا من عند الله