محمد طلب يكتب : المتنبئ والبعاتي

*المتنبئ والبعاتي*

 

كتبت مقالاً قبل فترة… وكان به بعض من السخرية تحت عنوان *ياتري من النواطير ومن الثعالب ومن كافور ومن المتنبئ في بلادي* وكان ذلك في اكتوبر ٢٠٢٢ اي قبل قيام الحرب العبثية بما يقارب النصف عام .. َتناول المقال بعض ابيات المتنبي الشهيرة وركز علي

*نامت نواطير عن ثعالبها وقد بشمن وما تفني العناقيد*

وحاول المقال اسقاط هذا البيت علي الحالة السودانية في تلك الفترة وطرح عدة استفهامات كان السؤال الرئيس فيها هو عنوان المقال….

ويبدو ان الحرب قد اجابت علي كثير من الاسئلة و اوضحت من هم (النواطير) الذين نامت اعينهم  او تناوموا عن (الثعالب) لمصلحة ما وكذلك اتضح ان معظم السودان متنبئ و(مصلحجي) وهناك اكثر من (كافور) اما الثعالب فحدث ولا حرج …وكل هذه العينات من البشر ادخلتنا في حرب ستطول وتشبه حرب المتنبئ لاعدائه او توهمه العداء

 

بالامس ذكرني الصديق الاسفيري (يوسف العبيد) ذلك  المقال الذي مر علي كتابته ما يقارب العام ونصف عندما طرح ابيات للمتنبئ جعلتني اضحك حد القهقهةَ ثم اختار عنوان مقالي اليوم  *المتنبي والبعاتي* وتاكد لي انوالمتنبئ في كثير من اقواله وافعاله يمثل الحالة السودانية ولو لا علمي انه ابوالطيب( الكندي) لقلت انه (سوداني) الجنسية و احسب انه يشبه بدرجة كبيرة بعض اهل السودان (المتنبئون) ممن قال عنهم الاديب الروائي الطيب صالح مستفهماً ومستعجباً (من اين اتي هؤلاء)…. المتنبئ هو من مدح سيف الدولة مدحاً عظيماً ثم هجاه هجاء اللئيم  وكذا فعل مع كافور الاخشيدي الذي مهد له لياتي الي مصر فمدحه المتنبئ  واثني عليه كثيراً وعندما لم يجد مراده  والمصلحة والسلطة ذمه في قصيدته الشهيرة التي ابتدرها

 

عـيـدٌ بِـأيَّـةِ حـــالٍ عُـــدتَ يـــا عِـيــد *** ُبِـمـا مَـضَـى أَم لأَمْــرٍ فِـيـكَ تـجـدِيـدُ

والذي تناولناه بالمقالرالسابق وابيات اخري واستفاض المتنبئ في ذم (سيده)السابق حتي قال عن كافور الاخشيدي وهي( سيادة) مختلفة عن السائد

 

*أكُلمـا اغْـتَـالَ عَـبـدُ الـسُـوءِ سـيـدَهُأ  و خـانَـه فَـلَـهُ فـــي مـصــرَ تَمـهـيـد*

 

*صــار الخَـصِـي إِمــام الآبِـقـيـن بِـهــا  فـالـحُـر مستـعـبَـد والـعَـبـدُ مَـعـبُـودُ*

 

الي ان  وصل في ذم من كان مادحاً له

*الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّ صــالــحٍ بــــأخٍ لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود*

 

*لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه  إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيـد*

 

البعاتي مفردة سودانية  ومصطلح يستخدم عندما تتقمص روح عدائية جسد الميت ويعود للحياة مرة اخري ويفعل الافاعيل  وهناك كثير من الحكايات الشعبية والاساطير  حول البعاتي عند اهل السودان… الي ان اقحمت مؤخراً في عالم السياسة في هذه الحرب العبثية

واختمَ مقالي بابيات المتنبئ اطرح معها سؤلاً مهماً مثلما طرحتها للصديق (يوسف العبيد) بقروب (سمار البادية والقافية)

 

*الابيات ادناه للمتنبئ لكنها تشبه حادث مشهور بالسودان في هذه الحرب العبثية*

 

كم قد قُتلتُ و كمْ قد مُتُ عِندَكمُ

ثم  انتفضتُ  فزالَ القبرُ  و الكفنُ

قد  كان  شَاهدَ دفني  قبل قولهِمُ

جماعةٌ  ثم  ماتوا  قبلَ  من  دَفنوا

ما  كلُ  ما   يتمني    المرءُ   يدركهُ

تجري الرياحُ  بما  لا تشتهي السُفن.

 

*فما هو الحادث الذي يشبه هذه الابيات؟؟؟؟*

 

سلام

محمد طلب