محيي الدين شجر يدق ناقوس الخطر : لم يتم السداد للبارجة التركية لاكثر من 3 اشهر

محيي الدين شجر يدق ناقوس الخطر :
لم يتم السداد للبارجة التركية حتى الان ورمضان على الابواب
تفاجأت حينما علمت من مصدر مطلع بان قيمة الايجار الشهري المنصوص عليه في عقد البارجة التركية التي تمد مدينة بورت سودان بالكهرباء لم تسدد من قبل وزارة المالية الاتحادية ووزارة الطاقة منذ شهر اكتوبر من العام الماضي عقب تجديد العقد وان اخر سداد للبارجة التركية كان في شهر سبتمبر من العام 2023م ..
وهذا يعني ان هنالك تأخير في السداد لشهور اكتوبر ونوفمبر وديسمبر واننا دخلنا للشهر الرابع شهر يناير دون اي بادرة للايفاء بالالتزام .. وكأن وزارة المالية تغط في نوم عميق ..
ما اقلقني حقا اننا نكرر في نفس اخطاء العام الماضي حينما تراكمت الديون علينا واستيقظنا بعد فوات الاوان لنجد باننا مطالبين بسداد ملايين الدولارات ..لنهرول يمينا وشمالا ولا نجد غير هيئة الموانئ البحرية التي تشكو حاليا من رهق الحمل الثقيل وهي تتكفل بكثير من الالتزامات الاتحادية ..
ولهذا نتوقع من وزارة المالية الاتحادية ان تسارع في السداد للبارجة التركية التي تعرف متى توقف التيار الكهربائي ..
ان هنالك عقد مبرم وفيه شروط جزائية وغرامات وينص بوضوح على منح الاتراك الحق في سحب التيار الكهربائي اذا كان هنالك تاخير في سداد الرسوم تجاوز الشهرين ..
وللعلم فان صيف بورت سودان لا يبدا في شهر يوليو كما يتصور البعض لان الحقيقة انه يلوح في الافق مع مطلع شهر مارس ومن يظن ان هنالك فترة كافية لتوفير المبلغ قبل حلول الصيف فان ظنه مردود عليه لان تراكم المديونيات يجعل امر دفعها صعبا ان لم يكن مستحيلا ..
ان استهلاك الكهرباء هذه الايام رغم دخول فصل الشتاء لم ينقص كثيرا بسبب زيادة عدد سكان مدينة بورت سودان الى الضعف بل واكثر من الضعف نتيجة للنازحين الذين وصلوا اليها مؤخرا من كل المدن التي شهدت حربا مدن الخرطوم والجزيرة ومدن دارفور وبعض مدن الولايات الاخرى..
وبالتالي فان الحاجة الى الكهرباء زادت ورغم ذلك لا زالت وزارة المالية عاجزة عن السداد ..
هذا الواقع يشير الى ان التزام نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بسداد متبقي كهرباء محطة كلاناييب 70 مليون دولار سيكون في مهب الريح ..
لانه ورغم مضي عدة اشهر على التزامه للجنة اسناد وتشغيل محطة كهرباء كلاناييب لم يوجه المالية بالسداد ولم يصل المسؤولين في الكهرباء اي دولار واحد لاستكمال المشروع بسبب ضيق ذات اليد ..
صحيح ان المالية تمر بظروف معقدة بفقدان ايرادات ولاية الجزيرة بعد ان فقدت ايرادات ولاية الخرطوم وعدد من المدن الاخرى وتأثر الاقتصاد الكلي بالحرب لكن هذا لا يعفيها من البحث عن مصادر اخرى للقيام بالتزاماتها تجاه البارجة التركية وتجاه مشروع مهم للغاية هو مشروع كهرباء كلاناييب ..
اننا نتوقع من الوزير جبريل ان يوجه موظفيه بدفع جزء من مستحقات البارجة التركية قبل ان يقع الفاس على الراس خاصة وان شهر رمضان على الابواب ..