محيي الدين شجر يكتب : مأساة حرب السودان (1)

محيي الدين شجر يكتب : مأساة حرب السودان (1)

اظهرت حرب الخرطوم التي اندلعت في ابريل 2023م مايخبئه بعض الناس من شرور داخل نفوسهم كما ابانت شجع اخرين لا يتوانون في استغلال الظروف لصالحهم غير عابئين بالاخرين ..
ولقد ظهر ذلك بوضوح في ايجارات المساكن والشقق التي قفزت في الولايات الى ارقام فلكية دون مراعاة لاوضاع النازحين الذين اضطروا لترك مساكنهم ومقتنياتهم واملاكهم وفروا من الدانات والصواريخ والمدافع نجوا بانفسم تاركين حصاد حياتهم كله وراءهم ليجدوا امامهم قمة الجشع والاستغلال ليصلوا الولايات وهم معدمين لكنهم وجدوا ضعاف النفوس فزادوا معاناتهم معاناة اكبر واقسى ..
صحيح هنالك اشراقات ورجال ونساء فتحوا منازلهم وقلوبهم للنازحين وهنالك مقتدرين هبوا لتقديم العون لهم غير ان المآسي كبيرة والظروف المحيطة بمعظم النازحين قاسية ومؤلمة ..
ان الحرب خلفت واقعا بائسا لا يشعر به اولئك الذين لا يزالوا يرفضون الحوار لانهم اما في مأمن داخل السودان ام هم خارج السودان لا يشعرون بحجم المعاناة والجحيم الذي يعيش فيه اهل السودان الان في كل الولايات ..
كيف يعيش من فقد عمله ومن فقد راتبه ومن فقد سبل كسب عيشه كيف يقوم بتلبية حاجات اسرته ومن اين له ان يوفر لهم العلاج والكساء والدواء واين يسكن ومن اين له بقيمة الايجار ..
لم استغرب وانا ارى الالاف بمحليات بورت سودان (الاعمى شايل المكسر) لاجل حفنة جنيهات بالنسبة لهم مالا وفيرا مقدمة من برنامج الغذاء العالمي نحو 35 الف جنيه فقط يصرفونها في رحلة الوصول اليها ..
ومن شدة الزحام والتدافع تحدث بعض التجاوزات والصراعات والاعتداءات في بعض المراكز ..
وفي احدى تلك المحليات تأسفت للاوضاع السيئة للنازحين وهم يشكون مر الشكوى من اهمال الحكومة المركزية بالبحر الاحمر ..
نعم 35 جنيها كانت بالنسبة للآلاف قضية حياة او موت ولا اعرف هل خصص برنامج الغذاء العالمي تلك المنحة للنازحين ام لفقراء ولاية البحر الاحمر الذين يشكلون نسبة كبيرة للغاية ..
كما يزدحم مقر الهلال الاحمر ببورت سودان بالآلاف من طالبي منحة منظمة الهجرة الدولية والتي تعادل مائة دولار لكنها تصرف وفق قيمة الدولار ببنك السودان وكان من المفترض ان تصرف بالدولار الحار حتى يستفيد النازحون منها ..
وفي ظل احجام العالم من تقديم الاغاثة للمتأثرين من الحرب المؤشرات تشير الى زيادة معدلات المعاناة الى اقصى مداها ..
ويفتقد النازحون بولاية البحر للعلاج والدواء المجاني ولكثير من سبل الحياة الاساسية ..بعد ان حولتهم الحرب الى مشردين ينتقلون من قرية الى قرية ومن مدينة الى مدينة ومن معبر الى معبر ..يفترشون الارض ويموتون في الطرقات ..
ونواصل ..

محيي الدين شجر