محمد طلب يكتب : الويل لبابا نويل ومالنخوليا لهذا الجيل

*الويل لبابا نويل ومالنخوليا لهذا الجيل*
باب نويل هو شخصية خيالية ارتبطت بليلة الكريسماس عند الاخوان المسيحين و يقال انه رجل طيب ومحب للاطفال والناس والحياة يوزع الهدايا علي الاطفال في هذه الليلة تحديداً عندما ياتي بزيه الاحمر والابيض المميز ولحيته البيضاء علي عربة تحمل الهدايا وتجرها الغزلان الجميلة ويدخل البيوت عبر المداخن ويضع الهدايا التي تسعد الاسر والاطفال….. ونحن في السودان كنا احوج لهدايا المحبة والسلام لكن الحرب دمرت المداخن بل وحتي (اللدايات) فهل نتوقع (بابا نويل) قادم في هذا الخراب
بعض المسلمين والاديان الاخري ايضا عندهم (خيالات) ترتبط بالدين وترتسم في مخيلة الاطفال لكنها عندنا بفعل ما تذوب و ينخفض مستوي الخيال والابداع عند اطفالنا وبالتالي يتدهور المستوي العلمي والمعرفي لدي الامة القادمة
لدي اعتقاد جازم ان الخيال له دور في تمكين العقيدة علي عكس ما يري غيري ولكن( علماء المسلمين) يحاربون (الخيال) بشكل او باخر… وحقيقة لو لا الخيال لما وصل العلم و العالم لما هو عليه الان مثلاً في القرن الخامس عشر الميلادي دخلت الطابعة من أوربا إلى ديار المسلمين فصدرت الفتاوى بتحريمها بحجج مختلفة كالخوف على المصحف والكتب الشرعية من التحريف وخوفاً من اعتماد العلماء وطلاب العلم على الطباعة فيتركون النّسخ اليدوي وبالتالي ينسون العلم والخوف على مصير من يعملون بنسخ الكتب وها هو العالم اليوم يصل الي افق رحيبة في العلوم ويصل لاشياء لا تصدق َتشبه (الخيال) الذي ظللنا نتخوف منه ونقول فيه ما نقول وما زالوا اهل (الفتاوي) يطلقونها دون خوف او حذر … ولا اريد الخوض فيما ترونه ماثلاً امامنا علي الوسائط والتقنيات الحديثة من ذكاء اصطناعي و روبوتات وغيره…
الغريب في الامر انه بعد ان حلق بنا (الخيال) وفرض (واقعاً) علمياً ربما يكون مخيفاً الا انه واقع (واقع) و ما زال البعض يستغل الدين ليقنعنا بان (الواقع) ما هو الا مجرد (خيال) وخبال و مجرد اكاذيب لنظل في دائرة تحريم( الخيال) ثم نضطر جعل( الواقع) مجرد (خيال) وذكاء صناعي… والله (مخولتونا بالمنخوليا والملوخية وخاء اخري ) وهي(اي المالنخوليا) بغض النظر عن (المخولة والملوخية واي خاء اخري ) عبارة عن *متلازمة اكتئابية محددة تتمثل بحالة مزاج سوداوية ودرجة من الحزن العميق والأسى وفقدان الأمل، وعدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات المختلفة* وهو ذات ما يعيشه شعب السودان الان
يسوقني الجدل الدائر منذ فترة حول قضية( موت حياة) حميدتي حتي بعد كل ما ظهر وبان واجتماع الحاءات الثلاثة (حياة وحمدوك وحميدتي) لنا في الواقع نجد البعض يخرج فتواه ومبرراته واكاذيبه والاخرون يتبعونه بلا وعي او حتي ( خيال) ولا يقنعهم (الواقع) فهل حقاً واقعاً او خيالاً نحن شعب لا يفهم مثل فهمهم ؟؟؟ و (كعبنا) لا يداني علو كعبهم في الفكر والسياسة والدين والايمان؟؟؟؟ دعونا بعيداً عن اي (كعب) اخر الان…. … لا ادري… ولكنهم لو تاملنا لم يقولوا ان حميدتي (مات فقط) كما يدعي البعض بل انكم بترتم حديثهم ولم تأتوا به كاملاً لانهم قالوا حميدتي (مات وشبع موت) والجزء الاخير المبتور من الجملة هو الاهم….. فانتم لا تدرون معني (شبع موت) لان الشبع من الموت يعني (الحياة) فالشبع نقيض الجوع والموت نقيض الحياة.. ونحن نعذركم لان الامر اكبر من ان تستوعبه عقولكم الخالية من الخيال و التي غرقت في عرض (البوش) والمريسة و وتركت (عرقي البلح) و ارتوت من عرقي (العيش) … فالبوش عندكم هو مجرد (موية الفول) في حين انه جمع من البشر حول الفرح و موائد (الثريد) واللحم والسُكر والبوش في الانجليزية هو الثرثرة والهراء و بوش كان ( الرأس) علي امريكا والعالم ( اباً وابناً) وكل هذا تختصرونه في (صحن فتة) اما (العيش) فستفهمون انه (الرغيف) بينما هو عند غيركم (الارز) وعند غيرهم (القمح) اما عندكم فهو ( الذرة الرفيعة) التي اراكم تصنعون منها خمراً ب (البل) وزريعة (للابري) ايضاً ب (البل) ثم (تجغمونها) عرقي او ابري وهي مخالفة واضحة للكتاب ان كنتم صائمون او سكاري لان الخمر ب (العصر) وليس ب (البل) كما تفعلون والعصر عندكم جعلتموه وقتاً للفارغة واللعب تتغنون ( الليلة وين يا البي العصر مرورك) فدعوا ذلك لنا فنحن اهل ( البل والبلع والجغم) مرة واحدة… سبحان الله شعب لا يعلم ان (الشبع من الموت) هو الحياة لذلك سوف نريهم القيامة في حياتهم واكرر حميدتي (مات وشبع مووووت) ركزوا علي الاخيرة او احذفوا الياء فهو الاجدي لكم.. وتذكروا ان حميدتي مر علي الخرطوم وهي خاوية علي عروشها و فعل الله به ما فعل …ونحن اهل العلم والدين والمعرفة والخيال ذاااتو رضيتم ام ابيتم لانكم لم تتاملوا قوله تعالي في ذلك الرجل الذي مر بالقرية و قال ما قال اتدرون ماذا فعل الله به بل تاملوا قوله ( كيف تكفرون بالله وكنتم امواتاً فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون)… و نحن الكيزان اهل السودان خلق الله لنا مافي الارض جميعاً
سلام
محمد طلب