إقالة د. منى علي تشعل الجدل في السودان…
متابعات_ سودان سوا
أثار قرار مجلس الوزراء بإقالة د. منى علي محمد أحمد من منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية موجة واسعة من ردود الفعل في الأوساط السودانية، خاصة بعد الخطاب الحاد الذي ألقته قبل أيام في المنتدى العربي للبيئة بنواكشط موريتانيا ، والذي انتقدت فيه دولة الإمارات ودورها في الشأن السوداني. واعتبر كثيرون أن خطابها عبّر عن موقف شعبي يجد تأييداً داخل السودان، بينما رأى آخرون أن ما بدر منها كان خروجاً على النصّ والمهام الرسمية.
وقال متحسرون على قرار الإقالة إن الدكتورة منى “عبّرت عمّا يجول في صدور السودانيين” تجاه ما وصفوه بالتدخل الإماراتي، وإن خطابها “جريء وصريح ويمثل هموم الناس”. غير أن أصواتاً أخرى اعتبرت أن الإقالة لا تتصل بخطابها السياسي، بل جاءت لأسباب “مهنية بحتة” تتعلق بطبيعة التفويض الذي مُنح لها وتم تجاوزه.
وكتب أحد المعلقين منتقداً أداءها:
“إن كان خبر إقالتها صحيحاً فهي تستحق الإقالة، ليس لأنها هاجمت الإمارات، فكثيرون يفعلون ذلك، لكن لطريقتها غير المهنية والارتجالية التي لا تشبه التمثيل الدولي. كان يمكنها تقديم السودان بصورة أفضل، فلم يستفد الشعب شيئاً من صراخها.”
ويرى آخرون أن الدكتورة منى خالفت قواعد الخطاب الرسمي في المحافل الدولية، إذ كان يفترض – بحسبهم – أن تلتزم بالنص المعد لها مسبقاً، وعدم تجاوز التفويض المتعلق بأجندة المنتدى العربي للبيئة والتنمية المستدامة، وهو منتدى “غير معني بطرح موضوعات سياسية لا يستطيع مناقشتها أو معالجتها في الأصل”.
وأكد محللون أن قاعة المنتدى “لم تكن المكان المناسب لخوض معركة سياسية”، وأن الدكتورة “لا تمتلك الأدوات اللازمة لخوض هذا النوع من المواجهات”، مشيرين إلى أن انحراف خطابها عن مضمون المنتدى وعن توجه الحكومة يُعدّ سبباً كافياً للقرار.
في المقابل، شدد آخرون على أن الحكومة السودانية ليست بصدد تجنب مواجهة الإمارات، مستشهدين بمواقف رسمية صدرت عن مندوب السودان في الأمم المتحدة، ومساعد القائد العام، ونائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، الذين تحدثوا مراراً عن “الدور الإماراتي في دعم الجنجويد”.
واتفق مراقبون على أن الخطاب في المنابر الإقليمية والدولية “يجب أن يلتزم بالبروتوكولات والسياسات المكتوبة”، وأن أي خروج عن النص قد يُفهم على أنه يمثل الدولة، وهو ما يجعل الالتزام بالخطابات الرسمية أمراً لا يحتمل الاجتهاد الفردي.