سرّ الرحلة الرئاسية 1983… نميري في حضرة الكبار”

جعفر نميري،كابتن السر الجزولي ،كابتن عبدالفتاح ساتي..لقاء الكبار في حضرة سودانير

توثيق: طيران بلدنا

في يوم السبت 12 جمادى الآخرة 1403هـ، الموافق 26 مارس 1983م، كان مطار الخرطوم يعيش واحدة من تلك اللحظات التي تشبه مشاهد الأفلام الوثائقية: حركة دؤوبة، واستعدادات مكثفة، ووفد رئاسي يستعد للسفر، وفي الخلفية كانت سودانير تقف في كامل أبهتها، في سنوات مجدها التي ما زالت مطبوعة في ذاكرة الطيران السوداني.

كان كابتن سرالختم الجزولي—المدير العام للخطوط الجوية السودانية آنذاك—يتابع كل التفاصيل بنفسه. رجلٌ صنعته الأجواء قبل المكاتب، بدأ رحلته مع الطيران بشغف، ثم صعد بثبات ليقود إحدى أهم مؤسسات النقل الجوي في البلاد. بعد سودانير، تولى إدارة شركة ترانزايربين، ثم الأجنحة للشحن الجوي، قبل أن يختم مسيرته مديرًا لشركة سالبا للطيران.
مسيرةٌ ممتلئة بالإنجازات، ترك فيها الرجل بصمات لا تُنسى، ورحل عن الدنيا تاركًا إرثًا من المهنية والاحترام. نسأل الله له الرحمة والمغفرة.

في الصورة الملتقطة من إحدى سفريات الرئاسة، يظهر الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري واقفًا إلى جانب كابتن السر الجزولي، في لقطة ودّية تعكس الاحترام المتبادل بين القيادة السياسية والخبرات الوطنية. وخلفهما يقف كابتن عبدالفتاح ساتي، أحد أعمدة الطيران السوداني، يرقب المشهد بعين الطيار الخبير الذي خبر السماء ومساراتها.

كانت تلك الرحلة واحدة من عشرات الرحلات التي جمعت بين السياسة والطيران، بين القيادة والرؤية، بين السماء والأرض. لم تكن مجرد مهمة رسمية، بل صفحة من تاريخٍ كان فيه أبناء السودان يقودون طائراته بكفاءة واقتدار، وكانت سودانير فيه رمزًا للسيادة وهيبة الدولة، ومحط اهتمامها وفخرها.