الباقر عكاشة عثمان* *العفوية تتقدم على ضجيج التصنيفات*
*الباقر عكاشة عثمان*
*العفوية تتقدم على ضجيج التصنيفات*
من المهم التأكيد ان اللقاءات العفوية وبدون تعبئة للسيد البرهان التي تحدث في الشارع رسالة للمجتمع الدولي بان هذه الموجات الجماهيرية لا تنطلق من منصة اي انتماء حزبي أو ولاء أيديولوجي بل يعكس في الغالب قناعة وإرادة مواطنين يعانون ظروفا معقدة ويبحثون عمن يطمئنهم أو يقف معهم في لحظة حرجة فوصف هذه الجموع بأنها “انتماء حزبي” أو حشود كيزانية كما يحلو لاعلام *تاسيس ” هو اختزال للواقع وإعطاء أكبر من الحجم الحقيقي لأي حزب بل إن من يصر على هذا الوصف سواء نكاية أو من باب
الخصومة السياسية يمنح تيارات معينة وزنا لا تعكسه الوقائع الميدانية الشارع السوداني اليوم لا ينشغل بالتصنيفات القديمة ولا بالاستقطابات بين يمين ويسار المواطن البسيط الذي يواجه الحرب والضيق
الاقتصادي يبحث عن أي جهة يمكن أن تبعث فيه شيئا من الطمأنينة بغض النظر عن خلفياتها السياسية
في لحظات المحن الكبيرة تختفي المسميات وتنتهي الشعارات ويبقى هم الناس واحدا النجاة والحفاظ على ما تبقى من الأمان ومن الطبيعي ان يتفاعل المواطن مع الجهة التي يراها الأقرب والأكثر قدرة على مساعدته في تلك اللحظة دون النظر إلى هويتها السياسية
عندما تتوقف الحرب وتستعيد الدولة توازنها يعود الشعب ليقرر بعقلانية وتجربة من يستحق أن يصعد ويتصدر المشهد سواء كان سياسيا أو مجتمعيا أو اقتصاديا أما الآن فليس من الحكمة فرض تفسيرات سياسية على ردود فعل عفوية نابعة من حاجة إنسانية قبل أن تكون موقفا سياسيا
إن القراءة الدقيقة للمشهد تتطلب الابتعاد عن التعميمات واحترام حقيقة أن الشارع اليوم يتحرك بدافع الحاجة لا الأيديولوجيا وإن وصف كل مشهد شعبي بأنه انتماء لتيار معين لا يخدم الحقيقة،بل يخلق مزيدا من الاستقطاب ويمنح الآخرين حجما أكبر مما يستحقون.
المطلوب اليوم خطاب يعترف بأن المواطن أهم من المسميات وأن وقوفه مع أي جهة في أوقات الأزمات هو فعل تلقائي نابع من إحساسه لا من انتمائه وأن الوطن أكبر من كل الاصطفافات.
نسأل الله أن يحفظ أهل السودان من كل معتد وأن يعجل بعودة الأمن والاستقرار.
https://www.facebook.com/share/p/19spZ1NHtQ/