شاكر عبدالرسول مدير مكتب حركة العدل والمساواة بامريكا ينعي المناضل عبداللطيف مالك عضو مكتب الحركة في امريكا ، الذي استشهد في ارض الوطن

شاكر عبدالرسول مدير مكتب حركة العدل والمساواة بامريكا ينعي المناضل عبداللطيف مالك عضو مكتب الحركة في امريكا ، الذي استشهد في ارض الوطن

كان رجلا شجاعا وكريما ، ولديه الجرأة والشجاعة الأدبية ، بما يؤهله لقيادة وخدمة اي مجتمع عاش فيه، وكان يمكنه ان يقوم بادوار كبيرة لو استطاع ان يضيف فيها بعض أدوات القيادة مع الأدوات التي يمتلكها.

بعد توقيع اتفاق جوبا ، كنا نسكن في شقة واحدة، معنا ايضا الرفيق جمال شايب مدير مكتب كندا ، و عبدالمجيد حقار وبخيت عمر ، اتذكر جيدا باني قررت السفر إلى أمريكا وطلبت من الاخ الشهيد طاهر ماكن ، بترتيب لقاء لأودع الرئيس إذا امكن، ارسل لي رسالة في منتصف الليل وقال لي يمكن ان تاتي غدا الساعة ٩ ص باذن الله .ما ان تلقيت الرسالة أبلغتهم جميعا بان تم تحديد اللقاء غدا وقلت لهم سوف اطلع من الشقة صباحا باذن الله ، اتذكر على خلاف الاخرين قدم لي طلب قال بلغ الرئيس انا عايز أكون ضابط في قوات الحركة ، في لقاء مع الرئيس لم أنسى الوصية بلغته ، وقال لي ابشر ، يجب عليه ان يلتحق في معسكرات الحركة ، نقلت له الرسالة ، بعد فترة التحق في قوات الحركة ، اعتقد برتبة المقدم وهو يستاهل من حيث التاهيل الأكاديمي ، والعمر و شخصيته وكان من المبكرين الذين دخلوا امدرمان مع قوات الحركة .

اتذكر قبل سنة في طريقنا إلى نيويورك للقاء وفد وزارة المالية بقيادة رئيس الحركة ، معي الرفيق محمد ادم ( قلق) مرينا بمدينته ( فلادلفيا ) ونمنا في منزله العامر ، وهي ليلة لم يترك لنا المجال للنوم حيث قضاه معنا في غرفتنا بحكاوي مضحكة ، اتذكر قال لنا بعد دخوله امدرمان ونشر في وسائل التواصل صورة له وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل البندقية ، اتصل به ناشط نعرفه ، وقال له يا عبداللطيف اعمل حسابك ما تظهر في الصور بطريقة زي ده ، الأمريكان قد يسحبوا منك الجنسية ، وقال رديت له مباشرة ، يا جنقو شوف ليك شغلة ثانية ، انا الجواز الأمريكي رميته في بحر الأحمر على ضفة السودان وتبعتها ضحكة طويلة .
، آخر مرة اتكلمت معه قلت له لو في إمكانك اخذ اجازة لمدة ست اشهر تعال شوف اولادك وارجع ،الحرب ده شكلوا ما بنتهي اليوم ولا بوكرة ، قال لي هو على صدد التوجه نحو كردفان و اتذكر قال لي لن ارجع حتى اصل الفاشر ، وارجع من الفاشر ، لكل اجل كتاب .
وفي ليلة البارحة ٢١ اكتوبر بينما كنا نشارك الاخ محمد فاشر في زواج ابنه، في الطاولة التي نجلس فيها مع الاخوة مبارك كجيك ومحمد عمر ( ترمبش) وصالح ابراهيم وأحمد جالي وآخرين ، جاء اسمه من دون مناسبة و قلت لهم وهو الان مفترض ان يكون في كردفان ، وتحدثوا عنه كرجل شجاع ولديه كاريزما.
حقيقة انضمامه إلى الحركة ، ونيله الرتبة التي كان يتمناه ، ومشاركته الفعلية في معركة كرامة ، وآخر حديث تحدثت معه ، هذه المسيرة القصيرة عن في قلبي شىء من التامل العميق ، هذا التامل يزيدنا يقينا بان هنالك قوة خفية تسير الأمور ، ونحن كبشر مهما حاولنا لا نستطيع ان ندرك كنهه ، ولا نستطيع ان نتجاوز ما هو مسطر .
نسال الله له الرحمة والمغفرة
وخالص التعازي لزوجته واولاده وبناته في فلادلفيا ، و والده الحاج مالك وكل الاسرة والرفاق في حركة العدل والمساواة.

22 اكتوبر ٢٠٢٥