فضيحة القرن… منتخب الناشئين يمسح كرامة الكرة السودانية بالأرض!” بقلم : محيي الدين شجر

“فضيحة القرن… منتخب الناشئين يمسح كرامة الكرة السودانية بالأرض!”

 

بقلم : محيي الدين شجر

فضيحة بجلاجل… لا تشبه إلا الكوارث الوطنية الكبرى. المنتخب السوداني للناشئين يتعرض لسحقٍ تاريخي بتسعة أهداف دون مقابل أمام تنزانيا في بطولة سيكافا المؤهلة لكأس العالم… هزيمة ليست مجرد خسارة، بل وصمة عار ستظل مطبوعة على جبين الكرة السودانية لعقود طويلة.

الهزيمة ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة طبيعية لفريق لا يمت لكرة القدم بصلة، ومدرب يبدو أنه آخر من يعلم أبجديات التدريب، ولو كان له علاقة بسيطة بالمهنة لاكتشف من أول تدريب أن اللاعبين المختارين لا يملكون حتى الحد الأدنى من المهارة.

هذه ليست كرة قدم… هذا انكشاف فاضح لقبح الإدارة وسوء الاختيار وانعدام الكفاءة.
الفريق الذي ارتدى شعار السودان لا يستحق حتى اللعب في دوري الأساتذة، ناهيك عن تمثيل دولة.

السؤال المفصلي الذي يفرض نفسه بقوة:
من الذي اختار هؤلاء؟ وكيف تمت إجازتهم؟ وبأي معايير؟ وهل عقمت ملاعب السودان عن إنجاب لاعبين حقيقيين؟

والسؤال الذي يطعن في الصميم:
هل اختير هؤلاء اللاعبون لمهارتهم أم لقرابتهم ونفوذ أهلهم؟

وهل انتهت المواهب في السودان إلى هذا الحد المأساوي؟!

ما حدث لا يمكن وضعه في خانة “العثرة الرياضية”، بل هو جريمة في حق الوطن وانحدار غير مسبوق يكشف أن من يدير كرة القدم في السودان قد بلغ مرحلة ميؤوسًا منها من السوء والتخبط والعبث.

وعلى الدولة، إن كانت حريصة على ما تبقّى من ماء وجه السودان الرياضي، أن تتدخل فورًا:
• سحب المنتخب من البطولة قبل وقوع المزيد من الفضائح
• تسريح اللاعبين فورًا
• فتح تحقيق شامل لمعرفة من الذي سمح لهذه الكارثة بأن ترتدي شعار السودان

والحقيقة المؤلمة أنه لو جُمعت أي مجموعة لاعبين من روابط الناشئين في أي مدينة سودانية لعادت بنتائج أفضل، ولما تجرعت هذه الهزائم المجللة.

لقد تجاوز منتخب الناشئين حدود الفشل، وتحول إلى آلة لإذلال السودان أكثر مما تفعل المليشيا بحق الشعب.
والاتحاد العام لكرة القدم يتحمل المسؤولية كاملة. كان عليه أن يعتذر عن المشاركة بدل أن يرمي سمعة الكرة السودانية في الوحل ويحوّل السودان إلى مادة للتهكم في الإعلام الرياضي الإفريقي.

النتيجة كارثية:
المباراة الأولى أمام تنزانيا 6 أهداف كاملة…
والثانية 9 أهداف مع الرأفة…
وما خفي أعظم، طالما أن اللاعبين المختارين أقرب للعب “السيجة” و“الضمنة” و“صفرجت” منهم للعب كرة القدم.

إنها فضيحة مؤلمة و مستوى جنائزي و هزائم فادحة ستظل في الذاكرة، خصوصًا أنها جاءت من فرق شرق أفريقيا التي تُعد ضمن أضعف فرق القارة. وإذا – لا قدر الله – واجه هذا الفريق فرق شمال أفريقيا، لتجاوزت الهزائم أرقام المنتخب النسائي حين كان يتلقى النتائج الفلكية.

ختامًا:
ما حدث جرس إنذار يعلن انهيار البنية الرياضية في السودان، ويستدعي ثورة إصلاح لا تقبل التأجيل.