حكاية صحفية بارزة تحاول الوصول لرأس الولاية دون جدوى!
بحثاً عن الوالي… حكاية صحفية تحاول الوصول لرأس الولاية دون جدوى!

نشرت الصحفية البارزة صباح أحمد منشورا على صفحتها بالفيس بوك تشكو فيه من صعوبة اجراء حوار صحفي مع والي نهر النيل وكتبت قائلة :_
منذ عام ونصف ونحن مقيمون في ولاية نهر النيل، وتحديداً في الدامر، بوصفنا نازحين قدمنا إلى الولاية بحثاً عن الامن والاستقرار واتخاذها سكناً لنا. وبما أننا أصبحنا جزءاً من هذا المجتمع، واندماجنا في الحياة هنا واضح ـ أولادنا التحقوا بالمدارس، وارتبطنا بالسوق والحياة اليومية وحركة المجتمع ـ حاولنا التواصل مع والي الولاية محمد البدوي عبد الماجد، باعتبارنا أولاً مواطنين، وثانياً صحفيين، وثالثاً نازحين نقع تحت مسؤوليته المباشرة، فـ”كل راعٍ مسؤول عن رعيته”.
لكن، ورغم كل محاولاتنا، لم ننجح في الوصول إلى السيد الوالي. مع العلم أننا لا نطلب منه مالاً ولا وظيفة ولا مصلحة خاصة؛ كل ما نحتاجه هو تواصل بسيط بصفته رأس الهرم التنفيذي في الولاية، خصوصاً وأن همّنا العام واحد.
ومنذ وصولنا إلى الولاية لم تتواصل معنا أي جهة رسمية، ولا تمت دعوتنا لحضور مؤتمر صحفي، أو المشاركة في أي فعالية تخص المنطقة، رغم أننا ـ وبشهادة ما ننشره ـ ربما نكون من أكثر الصحفيين الذين يتناولون قضايا نهر النيل، ويحرصون على نشر أخبار الولاية وعكس الحراك المجتمعي والاقتصادي وقضايا الناس وهمومهم، بل ونكتب في هذه الملفات أكثر من كثير من أبناء الولاية من الإعلاميين.
وعندما خططنا لإطلاق صحيفة إلكترونية، كان أول ما وضعناه في أجندتنا هو إجراء حوار مع والي نهر النيل. رتبنا المحاور وقررنا أن يكون الحوار من زاوية مختلفة، بعيداً عن التلميع والمجاملة، وأن يكون أول مادة تُنشر في الموقع، بحكم أننا نعيش في الولاية ونكتب عنها يومياً.
لكننا، ومنذ أكثر من شهر، لم ننجح في تحديد موعد معه!
اتصلت أولاً بمدير إدارة الثقافة، فرد بأن الأمر ليس من اختصاصه لأن الوالي لديه مكتب إعلام ومراسم. حصلت بعدها على رقم مدير المراسم جمال، أرسلت رسالة تعريفية فرد بالسلام ثم اختفى بعد أن عرفته بنفسي وغرضي من التواصل. اتصلت عليه لاحقاً فرد مرة ثم توقف عن الرد نهائياً.
ثم تواصلنا مع إعلام الوالي، أحمد علي أبشر، وكان في كل مرة يعتذر بأن البرنامج مزدحم والضغط كبير، ويطلب منا “المحاولة بين الحين والآخر”. وعندما أتصل على رقمه أجده مغلقاً، لكن حين أتصل من رقم آخر ـ كرقم الشيخ الهادي مثلاً ـ يفتح معنا مباشرة!
ذهبتُ شخصياً إلى أمانة الحكومة مرتين، وقيل لي في كل مرة إن الوالي غير موجود..ومافي زول جوة.. والسؤال: كيف يدخل الناس إلى الوالي؟ ومن أين؟ ولماذا يعجز صحفي مقيم في الولاية ويرغب في إجراء حوار مهني محترم عن الوصول إليه؟!
الأغرب من ذلك أن الوالي ـ من خلال متابعتي ـ يقابل المواطنين بشكل طبيعي، مما يجعل السؤال أكثر إلحاحاً: لماذا يتعذر الوصول إليه فقط عندما يتعلق الأمر بحوار صحفي؟!
ولأن بيتنا يطل على الشارع الرابط بين عطبرة والدامر، اسمع صوت موكبه وهو ذاهب وآيب، وبلغ بي الأمر أن فكرت في الوقوف أمام موكبه لأخبره مباشرة: “أنا الصحفية صباح أحمد وأرغب في محاورتك”. لكنني تراجعت خوفاً من سوء فهم أو تصرف قد يجرّ مشكلة.
لهذا، أرجو ممن يعرف السيد الوالي أو يعمل قريباً منه أن يبلغه بما يحدث، ويخبره أن هناك صحفية تُدعى صباح أحمد ترغب في مقابلته لإجراء حوار مهني عن قضايا الولاية وهموم المواطنين.
صباح أحمد