محيي الدين شجر يكتب مالكم كيف تحكمون : هل التزمت سونا المهنية في نشر بيان مكتب رئيس الوزراء المثير للجدل
محيي الدين شجر يكتب : هل التزمت سونا المهنية في نشر بيان مكتب رئيس الوزراء المثير للجدل
بقلم: محيي الدين شجر
تعرّضت وكالة السودان للأنباء “سونا” لانتقادات بعد نشرها بيان مكتب رئيس الوزراء البروفيسور كامل إدريس الذي فنّد ما ورد في مقال عزمي عبد الرازق وما نُشر في موقع Sky Sudan. غير أن الإنصاف والاحترافية المهنية يقتضيان توضيح الحقائق كما هي، بعيدًا عن الأحكام العجولة.
أولاً، سونا لم تصغ البيان من عندها، بل نشرت نصًا رسمياً وردها من مكتب رئيس الوزراء مع توجيه صريح بأن يتم نشره كما هو دون تعديل أو تحرير، باعتباره بيانًا سياديًا صادراً من أعلى جهة تنفيذية في البلاد. وهذا الإجراء تُلزم به جميع الوكالات الرسمية حول العالم عندما يتعلق الأمر ببيانات حكومية سيادية.
ثانيًا، حرصت سونا على المهنية حينما أشارت أن البيان صادر من مكتب رئيس الوزراء وزيلت النفي في نهايته بمكتب رئيس الوزراء
وهذا يكشف بوضوح أن كل ما ورد كلام صادر عن المكتب وليس عن الوكالة نفسها، وأن سونا تنشر البيان بصفة “الناقل” لا “المتحدث”.
ثالثًا، ذكر اسم الصحفي في البيان واللغة المستخدمة داخله مسؤولية الجهة التي صاغت النص، وليس مسؤولية الوكالة التي التزمت بالدور المهني المنوط بها وهو نقل البيانات الرسمية إلى الجمهور دون تغيير أو حذف أو إضافة، احترامًا للأمانة التحريرية وللجهة المصدرة للبيان.
وعليه، فإن توجيه اللوم للوكالة في هذه الحالة غير منصف؛ لأنها قامت بدورها الطبيعي والصحيح بصورة مهنية وإدارية سليمة.
سونا مؤسسة وطنية لها سجل طويل في خدمة الإعلام الرسمي، ويجب دعمها وتقويتها في هذه المرحلة الحساسة بدل تحميلها مسؤوليات ليست من صميم مهامها.
انهم يرون الفيل ويطعنون ظله..
«كان الفيل واقفًا في الساحة، يملأ المكان حجمًا وهيبة، لكن أعين القوم لم ترَ إلا ظلَّه الممدود على الأرض. انشغلوا بطعنه والصياح حوله، وظنوا أنهم نالوا من قوّته، بينما الفيل واقفٌ لا يتزحزح، لا تصله طعناتهم ولا تمسّه سهامهم. هكذا هم البعض؛ يتركون الحقيقة الواضحة أمامهم، ويقاتلون الظلال التي صنعوها بأوهامهم.»