إطلاق كورس لتعليم الحرف النوبي في تأبين الباحث والفنان مكي علي إدريس بالقاهرة
إطلاق كورس لتعليم الحرف النوبي في تأبين الباحث والفنان مكي علي إدريس بالقاهرة
القاهرة : سودان سوا

في إطار إحياء ذكرى الباحث والفنان التشكيلي والمغني والملحن مكي علي إدريس، دشّنت اللجنة الإعلامية “كورس تمليك الحرف النوبي” بالقاهرة، وذلك بمقر جمعية أبو سمبل الثقافية بشارع عبد العزيز جاويش، وسط حضور نوعي واهتمام لافت من المهتمين بالتراث واللغة النوبية.
وقالت اللجنة المنظمة إن هذه المبادرة تأتي “من أجل مكي ومن أجل النوبة”، مؤكدة أن الهدف هو تحويل حزن الفقد إلى قوة، واستثمار ذكراه في عمل ممتد يحفظ وصيته وإرثه العلمي والفني. وأشارت اللجنة إلى أن المبادرة لا تُعد مجرد برنامج تعليمي، بل خطوة لاستعادة صوتٍ لطالما خشي الراحل عليه من الاندثار، واستكمال للطريق الذي سار فيه بإيمان ومحبة للنوبة وأهلها.
230 مشاركاً من مختلف الدول
شهد الكورس إقبالاً واسعاً؛ إذ بلغ عدد المسجلين 230 مشاركاً. ويُقام حالياً بنظام الحضور المباشر “أوفلاين” لـ 32 مشاركاً داخل القاهرة.
وأظهرت الإحصاءات بعد تدقيق البيانات تبايناً في تأكيد المشاركات بسبب نقص معلومات الاتصال، وجاء توزيع الدول كالآتي:
مصر: 47 مسجلاً، تم تأكيد 22
السودان: 75 مسجلاً، تم تأكيد 41
دول الخليج: 42 مسجلاً، تم تأكيد 16
أوروبا: 18 مسجلاً، تم تأكيد 11
الولايات المتحدة: 4 مسجلين، تم تأكيد 3
أفريقيا الأخرى: 6 مسجلين، تم تأكيد 3
وأعلنت لجنة الكورس فتح باب التسجيل لفترة إضافية ستُعلن لاحقاً، مناشدةً أصحاب البيانات الناقصة بالتواصل عبر البريد الإلكتروني: makki20dec@gmail.com
أو عبر الواتساب: +249900058802.
من هو مكي علي إدريس؟
رحل مكي علي إدريس في 9 يوليو الماضي ببلدة عبري بالولاية الشمالية، بعد معاناة مع المرض. ويُعد أحد أبرز الأصوات النوبية في مجالات البحث الموسيقي واللغوي والفنون.
باحث موسيقي ولغوي متخصص في اللغة النوبية النيلية
شاعر باللغتين العربية والنوبية
فنان تشكيلي ومغنٍّ وملحن
أحد أهم المدافعين عن الهوية والثقافة النوبية
تخرج مكي في كلية الموسيقى بجامعة السودان عام 1989، وعمل في التعليم بين عامي 1971 و1992، ووضع مع خليل عيسى خليل “معجم اللغة النوبية” في طبعته الأولى بالقاهرة، قبل أن يُعاد تنقيحه وطبعه بالرياض، مستعيناً باللغوي السوري محسن الخرابة لمعالجة بعض الحروف العربية بما يناسب اللفظ النوبي.
وكان الراحل أحد أبرز الأصوات الرافضة لبناء السدود على نهر النيل—خاصة سد مروي، ودال، وكجبار—حتى أصبحت ملحمته الشعرية “كجبار” أيقونة نوبية تعبّر عن الرفض ووجدان الأرض المغمورة خلف السد العالي.