🔴 الدعم الإماراتي مع أطماعِ آل دقلو… اشتعلُ الفاشر تحت السِتار ✒️ مسارب الضي | د. محمد تبيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿فَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾
صدق الله العظيم
وعلى حد قولي:
يا فاشرُ، صمودُكِ خَطُّ نارٍ لا ينطفي ووجهُكِ رغم النزيفِ يلوحُ ساطعاً
فيكِ الرجالُ وإن قُطِّعت سُبُلُ الحياة يبقون للحقِّ درعاً شامخاً ومانعاً
ليس في تاريخ السودان جرحٌ أفدحُ من جرح الفاشر اليوم، مدينةٌ محاصَرةٌ بالنار والجوع، تُبادُ على مرأى العالم، بينما المالُ الخارجيّ يدفعُ عجلةَ الإبادة، ويغذّي شهيةَ مليشيا آل دقلو الإرهابية لالتهام المزيد من الأبرياء.
لقد ثبت للعالم، بما لا يدعُ مجالاً للإنكار، أن الدعم الإماراتي ليس دعماً إنسانياً كما يُروَّج، بل هو وقودٌ يشعلُ الحرب، وتمويلٌ مباشرٌ للمجازر، وتوفيرٌ للأدوات التي تُستخدم في قتل الأطفال والنساء والشيوخ في الفاشر ودارفور.
وما تزال الطائراتُ المسيّرة، التي عبرت البحر والصحراء، تشهد بأنّ المساعداتِ التي رُوِّج لها إعلامياً ليست سوى ستارٍ لإيصال السلاح، وأنّ “الشراكة” بين أبوظبي وآل دقلو هي شراكةٌ في الدم، وقوسٌ واحد تُرمى منه سهام الخراب على السودان.
الفاشر اليوم تُحاصر من الخارج بالسلاح والمال، ومن الداخل بوحشية التمرّد وجرائمه. ولكنها، رغم كل ذلك، لم تنحنِ.
فالمدينة التي جُبل أهلها على الصبر، لا تنكسر، ولا تستسلم، ولا تُساوم في كرامتها. وفي ميادينها، يكتب جيشُ السودان ورجالُ المقاومة الشعبية صفحةً ناصعةً من البطولة، رغم قلّة السلاح وكثرة الجراح.
وعلى العالم أن يعرف وبصوتٍ لا يخبو أنّ الداعم للقاتل قاتلٌ، والمموّل للمجزرة شريكٌ كامل في الجريمة، وأنّ التاريخ لن ينسى، ولن يغفر لمن وضع المال فوق دماء الأبرياء، وتواطأ على شعبٍ كاملٍ ليصنع مجده الزائف فوق جماجم الأطفال.
لكن السودان، بما فيه الفاشر، ليس رقماً في معادلاتهم، ولا أرضاً سائبةً لمن أراد العبث بها.
هو وطنٌ ينهض من النار كلّما اشتدَّ سعيرها، ويقاوم كلّما تكالب عليه الطامعون.
وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة