الدكتورة رحيق وهبي.. ثلاثية الهندسة “طيران، كهرباء وعلوم الفضاء”
الدكتورة رحيق وهبي.. ثلاثية الهندسة “طيران، كهرباء وعلوم الفضاء”
توثيق:طيران بلدنا
في أحد أحياء الخرطوم، كانت طفلة صغيرة تُدعى رحيق وهبي ترفع رأسها نحو السماء كلما مرّت طائرة، تتأملها بعينين تلمعان بالدهشة، وكأنها تحاول أن تفك شيفرة التحليق، لم تكن تلك النظرات مجرد فضول طفولي، بل كانت بذرة حلمٍ نما بصبرٍ وشغف، حتى صار جناحين.
كبرت رحيق، وكبر معها الحلم، التحقت بجامعة السودان، واختارت تخصصًا لا تسلكه الكثيرات: هندسة الطيران، كانت الوحيدة أحيانًا في قاعة المحاضرات من بين عشرات الزملاء، لكنها لم تشعر يومًا أنها أقل، كانت تعرف أن الطريق صعب، لكنه طريقها.
لكن رحيق لم تكتفِ بالتحليق في سماء الطيران، بل أرادت أن تلامس النجوم. حملها شغفها إلى لندن، حيث درست الماجستير في هندسة الكهرباء، لتفهم كيف تنبض الآلات بالحياة،ثم واصلت السير في درب التميز، حتى نالت الدكتوراه في هندسة الفضاء، لتصبح واحدة من القلائل الذين يملكون مفاتيح أسرار الكون، والدكتورة رحيق ظلت وفية لهندسة الطيران حيث باتت من الأسماء البارزة التي لها وجود في المحافل الدولية.
لم تكن رحلتها مجرد مسيرة أكاديمية، بل كانت رسالة صامتة لكل فتاة سودانية: “نعم، يمكنكِ.” كانت تقولها دون كلمات، فقط بنجاحها، بإصرارها، وبكل مرة وقفت فيها على منصة علمية تمثل وطنها.
اليوم، حين تكتب الزميلة آية وهبي عن شقيقتها، فهي لا تكتب فقط عن رحيق، بل عن كل فتاة سودانية تحمل في قلبها حلمًا، وتنتظر من يقول لها إن الطريق ممكن، ورحيق بابتسامتها الهادئة وعيونها التي ما زالت تتأمل السماء، تقول لهن: “هيا، الدور عليكن الآن.”