رفضوها في كل الوظائف… فصنعت نجاحها بيديها وتحولت إلى سيدة أعمال!

وكالات : سودان سوا

في زمن تتقاذف فيه البطالة أحلام الشباب، برزت الشابة آمال إرشاد عبد الرحمن كنموذج ملهم للتحدي والإصرار، بعدما رفضت الاستسلام لليأس وصنعت طريقها بنفسها نحو النجاح.

فبعد عامين من البحث المضني عن وظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دون جدوى، قررت آمال أن تخلق فرصتها الخاصة، فأسست مشروعًا صغيرًا لصناعة منتجات التجميل الطبيعية باستخدام مكونات ووصفات تقليدية.

تقول آمال: “قدّمت أوراقي في كل مكان ولم أجد عملاً، لكنني قررت ألا أستسلم وأبدأ من جديد بنفسي.”

مع مرور الوقت، بدأت منتجاتها تلقى استحسانًا واسعًا من أصدقائها وأقاربها الذين شجعوها على التوسع، فانتقلت إلى الترويج عبر الإنترنت، لكنها واجهت تحديًا كبيرًا تمثل في غياب ثقة الزبائن بالمشروعات الناشئة الإلكترونية. عندها قررت أن تحقق حلمها بامتلاك متجر حقيقي يمنحها المصداقية أمام الزبائن.

الفرصة جاءت من خلال صندوق “الشباب للشباب” (Y2YF)، وهو مبادرة مشتركة بين منظمة العمل الدولية وشركاء محليين في إثيوبيا لدعم رواد الأعمال الشباب من اللاجئين والمجتمعات المحلية. نالت آمال منحة بلغت نحو 800 دولار أميركي إلى جانب تدريب مهني مكثف، مكّنها من استئجار متجر وشراء معدات إنتاج وتحسين تغليف منتجاتها.

النتائج كانت مذهلة، إذ تضاعفت المبيعات والأرباح، وتحولت آمال من بائعة محدودة إلى رائدة أعمال تمتلك علامة تجارية تحظى بالثقة. وتقول بفخر: “اليوم لدي متجر دائم وزبائن يؤمنون بجودة منتجاتي، بعد أن كنت أبيع بضع عبوات فقط كل شهر.”

ولم تتوقف قصة النجاح عند هذا الحد، فقد باتت آمال تشغل أختها واثنين من أبناء مجتمعها في عمليات الإنتاج والمبيعات، لتصبح مثالًا على تمكين المرأة والشباب في بيئة تعاني من البطالة.

وتطمح آمال اليوم لتوسيع مشروعها ليصل إلى مختلف أنحاء إثيوبيا، وتنقل متجرها إلى موقع أكثر حيوية في وسط مدينة جيجيجا، مؤكدة أن حلمها لم يعد مجرد بيع مستحضرات تجميل، بل صناعة أمل حقيقي للشباب الباحثين عن فرص جديدة في الحياة.