الجيش يعلن عن حدث هام في البحر الأحمر

متابعات / سودان سوا
أعلن الجيش السوداني ، أن القوات البحرية ستنفذ مساء اليوم تمارين رماية ليلية في البحر الأحمر، في خطوة عسكرية هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
رسالة طمأنة للمواطنين
وأوضح أن هذه التدريبات جزء من الخطة العملياتية للقوات المسلحة، داعيًا المواطنين إلى عدم القلق أو الانزعاج من أصوات الانفجارات أو النشاطات العسكرية التي ستصاحب التمارين، مؤكّدًا أن الأمر يدخل ضمن استعدادات الجيش لرفع كفاءة قواته البحرية.
أهمية التمرين العسكري
ويعتبر هذا التدريب البحري الأول منذ ما يقارب العامين ونصف على اندلاع الحرب، ما يعكس توجه القيادة العسكرية السودانية نحو تعزيز وجودها على البحر الأحمر، الذي يمثل منفذًا استراتيجيًا حيويًا للبلاد، وساحلًا يمتد لمسافة تزيد عن 700 كيلومتر. مراقبون اعتبروا الخطوة رسالة واضحة حول استعداد الجيش لتأمين المياه الإقليمية وحماية الممرات البحرية من أي تهديدات محتملة.
خلفية تاريخية للقوات البحرية السودانية
تعود نشأة القوات البحرية السودانية إلى العام 1959، إبان زيارة الرئيس اليوغسلافي الراحل جوزيف بروز تيتو إلى الخرطوم، حيث اتفق مع الرئيس السوداني آنذاك الفريق إبراهيم عبود على تأسيس قوة بحرية خاصة بالسودان. عقب ذلك مباشرة تم فتح باب التجنيد والالتحاق، حيث نجح 12 ضابطًا سودانيًا في اجتياز اختبارات الملاحة البحرية، وانضم إليهم 8 طلاب حربيين من المعهد الفني لدراسة الهندسة البحرية، بالإضافة إلى 32 ضابط صف وعدد من الجنود، لتتكون بذلك النواة الأولى لسلاح البحرية السوداني.
أبعاد عسكرية وسياسية
ويرى محللون أن إعلان الجيش عن هذه التمارين البحرية في هذا التوقيت يحمل رسائل مزدوجة؛ الأولى تتعلق بالجاهزية العسكرية والتدريب الميداني لحماية البحر الأحمر، والثانية سياسية موجهة إلى الداخل والخارج تؤكد أن الجيش لا يزال يحافظ على مؤسساته وهيكلياته في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
البحر الأحمر في قلب الصراع الإقليمي
البحر الأحمر لم يكن بعيدًا عن الحسابات الاستراتيجية للأطراف المتصارعة في المنطقة، إذ يشكل ممرًا دوليًا بالغ الأهمية لحركة التجارة العالمية وطرق الطاقة، ما يجعل السيطرة عليه أو تأمينه أولوية قصوى للدول المطلة عليه، وفي مقدمتها السودان.