تخاطر عجيب… حكايات تُحير العقل وتدهش القلب

تخاطر عجيب… حكايات تُحير العقل وتدهش القلب
بقلم: عمار سيد أحمد
هل هو صدفة أم تواصل خفي بين الأرواح والعقول؟!
مواقف لا تُنسى، جمعت بين التفكير والحدث، بين الكلمة والواقعة، لتجعلنا نتساءل: أهو مجرد توافق زمني، أم “تخاطر” حقيقي؟
مشاهد لا تُصدق
في مساء الخميس، كنت أحدث مديرة الضرائب عبر الهاتف، فإذا بطفلة في الثالثة من عمرها تمسك إصبعي لتدخلني بيتهم! وفي الخميس التالي، وفي ذات التوقيت والمكان، عادت الطفلة لتكرر نفس المشهد!
شغلت التلفزيون والراديو معًا: في القناة كان المذيع (أنس عمر) يتحدث، وفي الراديو يصرخ المعلق: “يا سلام يا أنس… قوووووون!”
كتبت قصيدة على “فيسبوك” بعنوان: (رصيدك ما رصيد شبكات)، وإذا بي أتلقى تحويلًا ماليًا من الحاجة صاحبة القصيدة نفسها، دون أن تعلم بما كتبت!
تذكرت صديق الطفولة “أكوي كوير”، ففتحت قناة جنوب السودان، وإذا بالمتحدث أمامي هو اللواء أكوي كوير أكوي.
في القاهرة عام 1982، انفصلت عن رفاقي للحظة وذهبت إلى محل عصير، فوجدت فيه شقيقي الذي جاء في بعثة دراسية، دون أن أعلم بوجوده هناك!
عدت يومًا للمنزل في جو ساخن وسألت عن أستاذ إبراهيم محيي الدين فقيل لي إنه في اليمن… وما هي إلا لحظات حتى فتح الباب بنفسه قادمًا من هناك!
حكايات أخرى من التخاطر
رأيت في حلم وفاة الأستاذ محيي الدين شجر، فاستيقظت مذعورًا مع رنين الهاتف… وكان المتصل هو شجر نفسه، يخبرني بوفاة زوجته غرقًا!
في الفصل الدراسي، أخبرت جاري أن الأستاذ سيطلب من أحدنا الانتقال للصف الخلفي… لم يصدقني أحد. دخل الأستاذ وكرر كلامي بالحرف!
تذكرت صديقي محمد الفاتح الذي فقدت رقمه منذ سنوات، فإذا بالهاتف يرن في اللحظة نفسها، والمتصل هو محمد الفاتح ذاته!
رأى شقيقي في رؤيا أن ماكينة تسحقني فوق جبل، فهاتفني قلقًا… ليجدني حينها طريح الفراش بعد سقوط ماكينة حفر ضخمة عليَّ بأرياب!
نماذج مذهلة
التقاء صديقين بنفس الاسم “عبد الرازق”، زوجتاهما تحملان الاسم ذاته “فاطمة”، وكلتاهما مع خالة اسمها “ذكية”، وفي اللحظة نفسها أنجبتا ولدين!
دكتور عبد المنعم عثمان، من مواليد 15/9، تصادف أن كل محنة كبيرة في حياته تقع في ذات التاريخ، حتى العملية الجراحية العسيرة بأمريكا التي نُجحت في 15/9!
كتبت تعزية لصديق بوفاة قريبة له، وقبل أن أرسلها وصلني في اللحظة نفسها نعي رسمي من الإمارات لنفس الفقيدة!
الخاتمة
قصص كثيرة، تتكرر عبر الزمن، تثير العجب وتفتح أبواب التساؤل:
هل هي مصادفات بحتة؟ أم أن هناك رابطًا خفيًا بين الأرواح؟
إنه التخاطر… ذاك العالم الغامض الذي لم نجد له بعد تفسيرًا علميًا كاملًا، لكنه يظل حقيقة تعاش وتُحكى.