تعليمات صارمة وقرارات أمنية جديدة في الدبة

متابعات / سودان سوا
أصدرت قيادة قطاع الدبة العسكرية تعليمات صارمة تقضي بمنع دخول العربات القتالية من طراز لاندكروزر، تاتشر، وبكاسي المزودة بالأسلحة والدوشكات إلى الأسواق والأماكن العامة، وذلك بعد رصد تزايد انتشارها في الآونة الأخيرة وما يترتب عليه من مظاهر مسلحة تتعارض مع طبيعة الانتشار العسكري المنظم. وأكدت القيادة أن حمل السلاح داخل الأسواق، سواء بالزي الملكي أو الكتمول أو داخل العربات المظللة، يُعد مخالفة صريحة، مشيرة إلى أن الحركة داخل المناطق المدنية يجب أن تقتصر على العربات الإدارية المتخصصة فقط.
إجراءات صارمة
وأوضحت قيادة القطاع أن أي مخالفة لهذه التعليمات ستُقابل بمصادرة العربة والسلاح، وتقديم المخالفين إلى محاكم الطوارئ دون استثناء. كما دعت القيادة جميع القادة العسكريين إلى تعميم القرار على منسوبيهم والعمل على تطبيقه بحزم، حفاظًا على أمن المواطنين واستقرار الأسواق، ومنعًا لتحول المناطق المدنية إلى ساحات انتشار عسكري غير منضبط.
خطاب ثقافي
وفي سياق منفصل، أكد اللواء الركن طارق سعود أحمد حسون، قائد الفرقة 19 مشاة مروي، خلال مخاطبته ورشة “معرفة وحفظ تراثنا الثقافي” التي انعقدت في الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالولاية الشمالية، أن التراث يمثل الجذور التاريخية للشعب السوداني، ويجب الحفاظ عليه كجزء من الهوية الوطنية الجامعة. وأقيمت الورشة في موقع جبل البركل الأثري بمحلية مروي تحت شعار “التراث محبة وسلام”، بمشاركة واسعة من الجهات المعنية.
مسؤولية جماعية
وشدد قائد الفرقة على أن مسؤولية الحفاظ على التراث تقع على عاتق جميع أطياف المجتمع السوداني، مؤكدًا التزامه بتنفيذ مخرجات الورشة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج والتسويق للمواقع الأثرية والسياحية في الولاية الشمالية. وأشاد المشاركون بالدور الذي تلعبه الفرقة 19 مشاة مروي في حماية التراث المادي، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المواقع الأثرية.
دعم أكاديمي
من جانبه، أثنى البروفيسور فيصل عبدالله عمر، المحاضر بكلية الآداب والدراسات بكريمة، على جهود الفرقة العسكرية في حماية التراث، معتبرًا أن هذه المبادرات تعكس وعيًا متقدمًا بأهمية الموروث الثقافي في بناء السلام والتنمية. كما أكد مدير مكتب الآثار بالولاية الشمالية، الدكتور سامي محمد الأمين، أن الورشة تأتي برعاية مباشرة من الفرقة 19 مشاة مروي، معلنًا عن انطلاق خطوات عملية ضمن برنامج حفظ التراث، تشمل توثيق الحضارات السودانية المتعاقبة.
حضارات متعاقبة
واستعرض الدكتور سامي التسلسل التاريخي للحضارات السودانية، مشيرًا إلى أن حضارة كوش تُعد الأصل التاريخي للبشرية في السودان، وتلتها حضارات كرمة، ونبته، ثم حضارة مروي. وشهدت الورشة تقديم أربع أوراق علمية تناولت مواقع التراث العالمي بمحلية مروي، وملامح كوشية ذات استمرارية حضارية، إضافة إلى مناقشة دور التراث المادي في التنمية والسلام، واختتمت بمشاركات افتراضية تناولت صناعة السياحة في محلية مروي كنموذج للتكامل بين الثقافة والاقتصاد