تفاصيل إعادة ثلاث فتيات سودانيات إلى أسرتهن بعد اختفاء مريب

متابعات / سودان سوا
في إطار متابعة دقيقة لقضية اختفاء ثلاث شقيقات سودانيات في العاصمة المصرية القاهرة، تولى نائب رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر، الأستاذ أحمد إدريس العمدة، مهمة التنسيق مع الجهات الرسمية المصرية والسودانية، وذلك بناءً على تكليف مباشر من رئيس المجلس الأعلى، الأستاذ أحمد عوض النور، بهدف الوصول إلى حل عاجل ينهي حالة القلق التي سادت أوساط الجالية السودانية عقب الحادثة.
وبعد جهود مكثفة استمرت لأسابيع، تم مساء السبت العثور على الفتيات الثلاث سالمات، حيث جرى تسليمهن إلى أسرتهن في قسم الطالبية بمحافظة الجيزة، في خطوة أنهت حالة الجدل التي رافقت اختفائهن، ووضعت حدًا للشائعات التي انتشرت على نطاق واسع داخل المجتمع السوداني في مصر. وقد عبّر المجلس الأعلى للجالية السودانية عن امتنانه العميق للسفارة السودانية في القاهرة، وللأجهزة الأمنية المصرية، وعلى وجه الخصوص لضباط المباحث في قسم الطالبية، لما بذلوه من تعاون ملموس أسهم في إعادة الفتيات إلى ذويهن.
وفي بيان رسمي، دعا المجلس أبناء الجالية السودانية إلى ضرورة التثبت من مصادر الأخبار وعدم الانسياق خلف الشائعات، مؤكدًا أهمية الاعتماد على الجهات الرسمية في مثل هذه القضايا الحساسة. وكانت عائلات سودانية قد أبلغت قبل نحو شهر عن اختفاء ثلاث فتيات من أسرة واحدة خلال يومين متتاليين، في ظروف غامضة أثارت موجة من القلق على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل تزايد البلاغات عن فقدان الاتصال بأفراد سودانيين في مدينتي القاهرة والإسكندرية، ما دفع العديد من الأسر إلى إطلاق نداءات استغاثة للبحث عن أبنائها المفقودين.
مصادر من داخل الجالية السودانية أكدت صحة المعلومات المتداولة بشأن اختفاء الفتيات الثلاث، مشيرة إلى أن الواقعة لا تُعد حادثة فردية، بل تتزامن مع اختفاء طفلين مراهقين خلال الساعات الأخيرة، الأمر الذي عزز المخاوف من وجود حملات أمنية تستهدف اللاجئين السودانيين في عدد من المدن المصرية. وتشير شهادات متقاطعة إلى أن هذه الحملات تُنفذ على الطرق الرئيسية، حيث يواجه السودانيون نقاط تفتيش أمنية أثناء تنقلهم بين المناطق، وهي إجراءات توصف بأنها روتينية، لكنها باتت تثير قلقًا متزايدًا في أوساط اللاجئين.
وتفيد إفادات من داخل الجالية بأن بطاقة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تُمنح لطالبي اللجوء السودانيين في مراحلها الأولية، لا تضمن دائمًا الحماية من الترحيل، إذ يُحتجز بعض الأفراد فورًا قبل أن يُرحّلوا إلى السودان ضمن مجموعات من اللاجئين. وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع من التوترات المرتبطة بملف اللجوء السوداني في مصر، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن البلاد تستضيف نحو 1.5 مليون لاجئ سوداني، في حين يشكك عدد من العاملين في قطاع الهجرة بهذه الأرقام، مؤكدين أن العدد الحقيقي لا يتجاوز 750 ألفًا.
حادثة اختفاء الفتيات الثلاث خلال فترة زمنية قصيرة تعكس حجم التحديات التي تواجه الأسر السودانية المقيمة في مصر، وتثير تساؤلات ملحة حول مصير المفقودين، والضمانات القانونية المتاحة لهم، في ظل استمرار الحرب في السودان وتزايد أعداد الفارين منها إلى دول الجوار.