المفارقة موقع اسمه ” الشعب يعمل ضد أماني الشعب “

المفارقة موقع اسمه ” الشعب
يعمل ضد أماني الشعب ”

بقلم : النذير محمد سعد

من المدهش حقاً أن موقعاً يحمل اسم «الشعب»، يُفترض أن يكون صوته وضميره، يختار أن ينشرً مقالاً لا يخدم إلا أجندات ضيقة، بل ويتقاطع مع روح الشعب الذي من أعظم أمانيه أداء شعيرة الحج .
• المقال الأخير حول زيادة حصة السودان من حجاج موسم 1447هـ لم يكن مجرد نقد، بل كان محاولة متعمدة لـ تشويه خبر إيجابي وإطفاء فرحة أهل السودان.
• زيادة الحصة إلى (23) ألف حاج ليست تضليلاً كما صوّر الكاتب، بل هي جزء من استحقاق السودان الطبيعي وفق مقررات وزراء خارجية الدول الإسلامية بمنظمة التعاون الإسلامي منذ العام 1987 م بأن يمنح كل مليون مسلم 1000 فرصة ، هذا الاستحقاق لا يُمنح تلقائياً، بل عبر إجتماعات تحضيرية مع وزارة الحج والعمرة يرأسها رئيس مكتب شئون حجاج ومعاونيه لتبني المملكة خطتها السنوية لخدمة ضيوف الرحمن والقيام برسالتها السامية علي بيانات ومعلومات دقيقة من هنا فإن تصوير الأمر وكأنه «لا يحتاج جهداً» هو إما جهل أومغالطة مقصودة وأعتقد أن المجلس الأعلي للحج والعمرة بخبراته التراكمية ليس بحاجة الي دروس مفخخة في أسس توزيع الحصة فهو مدرك لمهامه ومسئولياته وعلي علم بالنظم في إدارة شئون الحج قديمها وحديثها وفي تواصل مستمر مع المملكة وتقدر دور السودان في شئون الحج رغم الظروف والمحن .

ما جرى في المقال من سخرية حول ربط الحج بانتصارات القوات المسلحة يُظهر انفصالاً عن الواقع. الحقيقة أن أي استقرار وطني وأي نصر عسكري ينعكس مباشرة على قدرة البلاد في تنظيم عمليات الحج بل إن الشعب السوداني يرى في انتصار جيشه وتحرير الفاشر أملاً عملياً في انطلاق رحلات الحج من مطارات السودان كافة، ومنها الفاشر قريباً بإذن الله.

 

• الأخطر من ذلك أن المقال يحمل روحاً من التخذيل المعنوي للجيش الوطني وهو يخوض معركة الكرامة. نشر مثل هذا الخطاب في وقت بدأت فيه القوات المسلحة حملتها الواسعة لاسترداد الفاشر لا يمكن قراءته إلا كمحاولة بائسة لكسر المعنويات. لكن الشعب السوداني أوعى من أن يُخدع، وهو ملتف حول جيشه وواثق
من النصر بإذن الله .
أي مفارقة أكبر من أن يحمل الموقع اسم «الشعب»، ثم يختار أن يعمل ضد أمنيات الشعب؟ الشعب يريد تيسير الحج وزيادة الحصة والاستقرار الوطني، بينما اختار الموقع أن يشكك ويضلل ويصطف خلف حسابات بائسة .

• الشعب السوداني يعلم الحقيقة: أن الحج شعيرة دينية عظيمة، وأن أي خبر إيجابي بشأنه يجب أن يُستقبل بالترحيب لا بالتشويه.

إن واجبنا اليوم أن نُبقي ملف الحج بعيداً عن الصراعات الصغيرة، وأن نوحد خطابنا خلف هدف واحد: خدمة الحجاج السودانيين، ودعم معركة الكرامة، والإيمان بأن الغد أفضل بإذن الله.