والي البحر الأحمر يترجم الوفاء عمليا لأسر الشهداء

 


والي البحر الأحمر يكرّم شهداء معركة الكرامة: خطوة وطنية تجسد الوفاء

بقلم: محيي الدين شجر

في خطوة تعكس عمق المسؤولية الوطنية والوعي الأخلاقي، أعلن والي ولاية البحر الأحمر، الفريق ركن مصطفى محمد نور محمود، عن تخصيص قطع أراضٍ سكنية لأسر شهداء معركة الكرامة بمدينة بورتسودان. هذا القرار ليس مجرد إجراء إداري أو مكافأة رمزية، بل هو تجسيد حي لمعاني الوفاء والعرفان لتضحيات أبنائنا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حماية الوطن.

إن تكريم الشهداء والاعتناء بأسرهم يمثل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا لا يقل أهمية عن أي جهد عسكري أو أمني. فالوالدون والأمهات والأطفال الذين فقدوا عزيزهم في ساحات البطولة بحاجة إلى دعم ملموس يضمن استقرارهم النفسي والاجتماعي، ويؤكد لهم أن تضحيات ذويهم لن تذهب هباءً وأن الدولة والمجتمع يقفان إلى جانبهم.

ما يميز خطوة والي البحر الأحمر أنها تعكس رؤية متكاملة لرعاية الشهداء، حيث تخرج من حدود الشعارات والكلمات إلى واقع ملموس: أراضٍ سكنية تمنح الأسر الاستقرار، وتعيد لهم كرامتهم، وتؤكد أن المجتمع المحلي يقدّر التضحيات ويحرص على ألا يشعر أي أسرة من أسر الشهداء بالوحدة أو الإهمال.

كما أن هذا القرار يعزز العلاقة بين السلطة والمواطنين، ويبعث برسالة قوية بأن الدولة تدرك أن أمنها وحريتها مرتبطان بتضحيات أبنائها، وأن أي تجاهل لأسر الشهداء سيكون خيانة للرسالة الوطنية. فالاستقرار الأسري للشهداء ليس ترفًا، بل هو ركيزة أساسية لاستمرار العطاء الوطني وتكريس روح الانتماء والوفاء.

في الوقت الذي يشهد فيه الوطن تحديات متزايدة، يأتي هذا القرار كخطوة نموذجية وحقيقية تعكس الوفاء وتزرع الثقة بين المواطن والحكومة. إنه إعلان عملي بأن الشهداء ليسوا مجرد أرقام أو أسماء، بل هم عناوين للعزة والكرامة ورايات الفداء لهذا الوطن، وأن رعاية أسرهم هي أولوية لا مساومة فيها.

إن تخصيص قطع الأراضي السكنية لأسر شهداء معركة الكرامة يشكل نموذجًا يُحتذى به في بقية الولايات السودانية، ويمثل رسالة لكل القيادات المستقبلية بأن الوفاء للشهداء ليس مجرد شعارات، بل أفعال ملموسة تتجسد في حياة الأسر واستقرارها.

في الختام، يجب أن نتذكر جميعًا أن تكريم الشهداء والاعتناء بأسرهم هو استثمار في الوطن ذاته، لأنه يعزز روح الانتماء ويزرع ثقافة التقدير للعطاء والتضحيات، ويؤكد أن السودان لن ينسى أبنائه الأبطال الذين قدموا دماءهم من أجل حريته وكرامته.