البحر الأحمر تكتب تاريخها في زمن الخراب

ولاية تكتب تاريخها في زمن الخراب
بقلم: محيي الدين شجر
في زمنٍ تُشلّ فيه أركان الدولة بفعل الحرب، تنجح ولاية البحر الأحمر في كتابة صفحة مختلفة بقيادة واليها الفريق الركن مصطفى محمد نور. فالمتابع لأداء حكومته لا يملك إلا أن يُقرّ بأن عملاً كبيراً يُنجز على الأرض، وبأن ما تحقق في عام واحد قد يساوي عقوداً من الانتظار.
صحة تدخل العصر الحديث
المستشفيات التي كانت سبباً في ترحيل المرضى إلى الخرطوم أو الخارج باتت اليوم مجهزة بأحدث الأجهزة:
- الرنين المغناطيسي (MRI) بتكلفة بين 1.2 – 3.5 مليون دولار.
- الأشعة المقطعية (CT Scan) بتكلفة بين 250 ألف – 2 مليون دولار.
- التصوير البوزيتروني (PET-Scan) بتكلفة 2.5 – 5 مليون دولار.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) بين 20 ألف – 200 ألف دولار.
أن تُوفر ولاية محاصرة بالحرب هذه الأجهزة وتضعها في خدمة مواطنيها، فذلك إنجاز استثنائي يفرض احترامه ويستحق أن تُرفع له القبعات.
زهدٌ في المنصب.. وانحياز للعمل
في جلسة جمعتنا بالوالي وبمدير إعلامه النشط مرتضى كرار، خرجنا بانطباع واضح: الرجل زاهد في الكرسي، لا يبحث عن مجدٍ شخصي، بل يسعى لإنجازات يخلدها التاريخ. يلتزم بالقانون، يحافظ على حدود صلاحياته.
إدارة مالية صارمة
الظروف الاستثنائية فرضت سياسات استثنائية: وقف التخفيضات في الأراضي، إتاحة التقسيط لزيادة الإيرادات، تقليص الصرف الحكومي إلى الحد الأدنى، وتوجيه الموارد نحو الأولويات. إنها إدارة مالية تعرف ماذا تريد.
الأمن قبل كل شيء
لا تنمية بلا أمن. لذلك أحكم الوالي إغلاق المنافذ الحدودية، ونسّق مع الأجهزة النظامية لتأمين بورتسودان، بل تحسّب حتى للهجمات الجوية. أما ما يُشاع عن عصابات “تسعة طويلة”، فهي حالات فردية محدودة كما توضح دفاتر الشرطة.
التعليم.. الريف أولاً
الولاية تجاوزت مرحلة استقرار العام الدراسي، واتجهت إلى تطوير التعليم في الريف. لأول مرة، يُدرَّس المساق العلمي خارج المدن، ويستوعب 120 معلماً التزموا بالبقاء في المحليات السبع. ومع افتتاح الداخليات في سبتمبر المقبل، ستبدأ مرحلة نوعية في التعليم خارج بورتسودان.
استثمارات رغم الحرب
على عكس ما يُروّج البعض، لم تُغلق البحر الأحمر أبوابها أمام الاستثمار، بل استقطبت عشرات المصانع، وتستعد لاستقبال مئات الطلبات الجديدة لمشروعات واعدة.
تحدي الكثافة السكانية
بين ليلة وضحاها، تضاعف سكان الولاية من 600 ألف نسمة إلى ثلاثة ملايين. ورغم هذه الضغوط، فإن ما تحقق في الصحة والأمن والتعليم والخدمات، يجعل فترة الوالي مصطفى محمد نور علامة فارقة، وقَفزة تاريخية في زمن الحرب، بينما عجز كثيرون عن ذلك في أوقات السلم.