مناوي يغادر ويسلّم دارفور لتمبور.. هل بدأ فصل جديد من تحالفات الحرب؟

 

مناوي يغادر ويسلّم دارفور لتمبور.. هل بدأ فصل جديد من تحالفات الحرب؟

بقلم : محيي الدين شجر

مقدمة تمهيدية

في خطوة مفاجئة، غادر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي السودان في جولة خارجية غامضة، بعد أيام من تصريحات نارية اتهم فيها مسؤولًا كبيرًا بعرقلة تحرير الفاشر، وفتح الباب أمام الحوار مع تنظيم “صمود” وحتى قوات الدعم السريع.
اللافت أن مناوي سلّم إدارة الإقليم بالإنابة إلى مصطفى تمبور، قائد فصيل منفصل عن حركته، في خطوة أثارت علامات استفهام حول ما يدور خلف الكواليس.


تصريحات تزلزل المشهد

قبل مغادرته، فجّر مناوي جدلًا واسعًا عندما قال إنه لا يستبعد التفاوض مع الدعم السريع إذا اقتضت المصلحة، في خروج واضح عن خطابه السابق كأحد أركان المعسكر المناهض لهم.
كما اتهم الجيش – وبالتحديد “مسؤولًا كبيرًا” – بالتباطؤ المتعمد في تحرير الفاشر، وهو تصريح اعتبره مراقبون كسرًا لقواعد التحالف مع الجيش في هذه المرحلة الحرجة.

تكليف تمبور.. قرار سياسي أم مناورة؟

رغم أن المنصب يعود رسميًا لحركته وفق اتفاق جوبا، اختار مناوي أن يعيّن مصطفى تمبور – خصم الأمس – حاكمًا للإقليم بالإنابة.
هذا القرار فسّره البعض كخطوة لتوسيع قاعدة التحالفات، بينما رأى آخرون أنه إشارة إلى استعداد مناوي لخلط الأوراق وربما إعادة رسم المشهد الميداني والسياسي في دارفور.

ذاكرة 2010.. هل يعيد التاريخ نفسه؟

المشهد الحالي يعيد للأذهان ما حدث عام 2010، حين كان مناوي مساعدًا للرئيس عمر البشير بموجب اتفاق أبوجا، ثم غادر مغاضبًا ولم يعد إلا بعد سنوات، لينضم إلى المعارضة المسلحة.
اليوم، نفس العناصر تتكرر: منصب رفيع، خلافات مكتومة، تصريحات غاضبة، ثم مغادرة إلى الخارج وسط تكهنات عن تحركات قد تشمل حتى ألدّ الخصوم.

السيناريوهات المحتملة

ضغط سياسي: السفر قد يكون ورقة ضغط على الجيش والحكومة لإعادة النظر في ملف دارفور.

إعادة تموضع: تمهيد لتغيير التحالفات إذا رأى مناوي أن المعسكر الحالي لن يحقق أهدافه.

جولة دبلوماسية: للبحث عن دعم خارجي، لكن بتوقيت وتصريحات تثير الشبهات.

 

أسئلة مفتوحة على المستقبل

هل يعود مناوي ليواصل العمل مع الحكومة كما كان؟ أم أننا أمام بداية تحالفات جديدة قد تجمع بين خصوم الأمس؟
الإجابة ما زالت رهينة الأيام القادمة، لكن المؤكد أن تصريحاته الأخيرة، وتكليف تمبور، وخروجه المفاجئ جعلت دارفور على أعتاب مرحلة غامضة.