من حلم الطفولة إلى أثير الإذاعة القومية: نجلاء الطاهر تروي حكاية امرأة هزمت كل التحديات!

 


 من حلم الطفولة إلى أثير الإذاعة القومية: نجلاء الطاهر تروي حكاية امرأة هزمت كل التحديات!(1)

في زمنٍ تكاد تحاصر فيه الظروف أحلام الفتيات، وتصبح الأدوار النمطية كابحًا للطموح، تخرج إلينا أصوات لا تعرف الاستسلام، وتثبت أن الإرادة وحدها كفيلة بتغيير المصير. من قلب التحديات الاجتماعية والأسرية والمجتمعية، تطل علينا نجلاء الطاهر، لتفتح دفاتر ذاكرتها، وتكتب بجرأة: “دايرة أتكلم عن نفسي”.

هكذا بدأت نجلاء الطاهر حكايتها، فتاة من مواليد 10 أغسطس 1993، تحمل في قلبها منذ نعومة أظفارها حلمًا شفافًا ومضيئًا: أن تصبح مذيعة مشهورة. لم يكن هذا الحلم عابرًا أو نزوة طفل، بل كان شغفًا متجذرًا، تتخيل نفسها في المستقبل تُطل من على الشاشة، تنثر الأمل والفرح في قلوب المشاهدين.

لكنّ الحلم كان يصطدم أحيانًا برغبات الوالدين؛ والدها كان يتمنى أن تصبح معلمة. لم ترفض رغبة والدها، لكنها قاومت برفق وثقة، فقالت له بابتسامة طموحة:
“ليه يا أبوي؟ ح أقدم تربية وإعلام!”
رد الوالد بحكمة:
“على حسب نتيجة القبول.”

وكانت النتيجة مثل إشراقة النور، فقد تم قبولها في كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية، فانفرجت أساريرها وشعرت أن الطريق قد بدأ.

لكن المفاجأة أن الحياة خطت لها مسارًا آخر قبل دخول الجامعة، حيث تزوجت. وعلى خلاف ما قد يتوقعه البعض، لم يكن الزواج نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة من التحدي. تقول نجلاء إنها لم تكن كسولة يومًا، بل واصلت الدراسة بعزم، مدفوعة بحب والدها ووالدتها وزوجها، مثل شجرة راسخة الجذور تقاوم الرياح.

في السنة الأولى، جاء الحمل الأول، ومعه بدأت التحديات الحقيقية. البعض قالوا لها كلمات مثبطة:
“عرستي وحملتي، تاني القراية ليها؟ ح تخليها ساي!”
لكن نجلاء كانت مثل الصخرة في مواجهة التيارات، واعتبرت تلك العبارات حافزًا للمضي قدمًا. وصلت الشهر التاسع وهي تؤدي امتحانات الجامعة، مدعومة دومًا بحب والديها، وفي آخر يوم امتحان، رزقت بمولودها الأول أيمن، ليضيف إلى حياتها فرحة أخرى.

وبعد أربعين يومًا فقط من الولادة، ظهرت النتيجة، وحققت فيها جيد جدًا مرتفع، لتؤكد لنفسها والعالم أن المرأة قادرة على الإنجاز رغم كل الضغوط. كانت لحظة شعرت فيها وكأنها أمسكت قطعة ذهب نادرة من عنق الزمن.

ثم جاءت السنة الأخيرة من الجامعة، والتي تطلبت تقديم بحث جامعي، وكان شرطه الأساسي الحصول على شهادة تدريب من مؤسسة إعلامية. وهنا بدأت صفحة جديدة من حياتها العملية، التي سنقرأ تفاصيلها لاحقًا، لكن ما يجب التوقف عنده، أن نجلاء استطاعت الدخول إلى الإذاعة القومية في فترة كان دخولها ضربًا من المستحيل.

 


تقول نجلاء في ختام رسالتها:

“قصتي، قصة نجلاء الطاهر، هي قصة إصرار وصبر وتحدي. قصة بتأكد إنو لو الإنسان آمن بنفسو، وقدر يواجه الدنيا بصدر مفتوح، ممكن يحقق أحلامو مهما كانت الصعوبات.”

انتظروا الجزء القادم من حكايتها، لتعرفوا كيف عبرت بوابة الإذاعة القومية، وأثبتت أن المايكرفون لا يصدح إلا بصوت من لا يعرف التراجع