السودان… ذهب فوق الأرض بلا خزائن رسمية: بين الإنتاج الضخم والاحتياطي الغائب”

السودان… ذهب فوق الأرض بلا خزائن رسمية: بين الإنتاج الضخم والاحتياطي الغائب”
تقرير:سودان سوا/. شجر
رغم أن السودان يُعد واحدًا من أكبر الدول المنتجة للذهب في القارة الإفريقية، إلا أن اسمه غاب تمامًا عن قائمة أكبر 50 دولة عالميًا في حجم الاحتياطي الرسمي من الذهب، وفقًا لأحدث بيانات مجلس الذهب العالمي حتى منتصف عام 2025.
فبينما تتصدر دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وروسيا والصين قائمة الدول الأكثر امتلاكًا للذهب في بنوكها المركزية، ويظهر أيضًا حضور قوي لدول مثل كازاخستان وأوزبكستان وتركيا والهند، ظلت احتياطيات السودان الرسمية من الذهب غير معلنة رسميًا منذ سنوات، ولا توجد له أرقام مسجلة ضمن القوائم العالمية.
السودان… إنتاج ضخم وغياب احتياطي رسمي
السودان، وفق تقارير وزارة المعادن السودانية ومنظمات دولية مثل منظمة سويس إيد وهيومن رايتس ووتش، يُنتج سنويًا ما بين 40 إلى 80 طنًا من الذهب، مما يجعله من أكبر خمس دول منتجة للذهب في إفريقيا إلى جانب غانا وجنوب إفريقيا ومالي وبوركينا فاسو.
إلا أن المفارقة أن هذا الإنتاج الكبير لا ينعكس على احتياطي البنك المركزي السوداني، بسبب عوامل مثل:
التهريب الواسع للذهب إلى الخارج (خاصة إلى الإمارات وروسيا بحسب تقارير دولية).
ضعف السيطرة الحكومية على قطاع التعدين التقليدي.
غياب سياسات مركزية لشراء وتخزين الذهب داخل خزائن الدولة.
مقارنة مع الدول العربية:
على صعيد الدول العربية، تبرز دول مثل:
لبنان: يحتل المرتبة 18 عالميًا بأكثر من 286 طنًا.
الجزائر: أكثر من 173 طنًا من الاحتياطي الرسمي.
مصر: تمتلك 80.7 طنًا.
العراق: يحتفظ بنحو 130 طنًا.
السعودية: من أكبر العرب بأكثر من 323 طنًا.
مقارنة بهذه الأرقام، لا توجد بيانات رسمية حديثة عن حجم احتياطي الذهب في السودان بالبنك المركزي، ما يعكس حجم الفجوة بين الإنتاج والاحتياطي الرسمي.
سؤال مفتوح: أين يذهب ذهب السودان؟
وفقًا لتقارير دولية (فايننشال تايمز، ذا سنتري، الأمم المتحدة)، فإن نسبة كبيرة من الذهب السوداني يتم تهريبها إلى دول مثل الإمارات وروسيا وتشاد، ليُعاد بيعه في الأسواق العالمية.
وقدّر تقرير بريطاني في 2024 أن أكثر من 60% من إنتاج السودان السنوي من الذهب يهرب خارج البلاد دون أن يدخل دورة الاقتصاد الرسمي.
خلاصة:
رغم أن السودان يمتلك ثروات هائلة تحت الأرض، إلا أن غياب الشفافية، وضعف الرقابة، والتهريب المنظم جعل احتياطيه الرسمي من الذهب شبه معدوم مقارنة بدول أقل إنتاجًا.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الحكومة السودانية يومًا في تحويل ذهب الأرض إلى احتياطي في خزائن الدولة؟