حالة من الفوضى والانهيار / تصفيات داخلية تكشف عن تصدعات خطيرة داخل صفوف مليشيا الدعم السريع

متابعات / سودان سوا
شهدت مدينة نيالا، حاضرة جنوب دارفور، خلال الساعات الماضية تطورات دامية تكشف عن تصدعات خطيرة داخل صفوف مليشيا الدعم السريع، وسط حالة من الفوضى والانهيار الأمني والإنساني المتفاقم.
تصفيات جماعية تطال عناصر بارزة
أفادت مصادر ميدانية موثوقة لـ”عاجل نيوز”، بأن قيادة الدعم السريع أصدرت أوامر مباشرة بتصفية عدد من المعتقلين داخل سجون تابعة للمليشيا، بتهم تتعلق بـ”التخابر مع الجيش السوداني”. وبين الضحايا قادة ميدانيون اعتقلوا خلال الأشهر الماضية.
وبحسب المعلومات، تم نقل الجثامين إلى المستشفى التابع للدعم السريع، في حين أُبلغت الأسر بأن أبناءهم “استشهدوا في الميدان”، لكن الحقيقة سرعان ما تكشّفت بعد أن سرّب أحد المقربين من منفذي الإعدامات التفاصيل لأسر القتلى.
غضب عارم واحتقان قبلي
في أعقاب الفضيحة، خرجت عشرات الأسر الغاضبة وحاصرت مقر الإدارة المدنية التابعة للمليشيا في نيالا، إضافة إلى منازل بعض قادة الصف الأول، وطالبت بمحاكمات علنية وبحضور محمد حمدان دقلو “حميدتي” شخصيًا.
من بين القتلى ابن ناظر قبيلة الحمر، إضافة إلى أحد أبناء المسيرية، وهو ما فجّر غضبًا واسعًا في الأوساط القبلية. قبيلة المسيرية سارعت إلى إغلاق طرق رئيسية، وتوعّدت برد عنيف إن لم يتم الكشف عن ملابسات الحادثة وتقديم الجناة للعدالة.
هزيمة مدوّية تهز
وفي المستشفى التركي بنيالا، أفاد مصدر طبي عن وصول عشرات المصابين بإصابات بليغة، غالبيتهم مبتورو الأطراف، وسط غياب تام للأدوية والخدمات العلاجية.
المحتجون داخل المستشفى هدّدوا بتصعيد الاحتجاجات وقفل الطرق إن لم يتم تلبية مطالبهم خلال أسبوع.
ضربة قاصمة.. وإصابة قيادي بارز
أفاد المصدر ذاته بأن العقيد “خلا محمد علي”، أحد أبرز قادة الدعم السريع، أُصيب بطلق ناري في الرأس واليد في معركة بمنطقة بابنوسة، ونُقل في حالة حرجة إلى نيالا مساء اليوم، في تطور وصفه مراقبون بأنه “القشة التي قصمت ظهر المليشيا”.
في سياق متصل، أكدت المعلومات أن حميدتي يتحرك حاليًا بحراسة مشددة تضم عناصر أجنبية وأنظمة تشويش .
وذلك عقب مقتل سائقه الشخصي في الضربة التي أصيب فيها في بداية الحرب. وقدّم حميدتي مبالغ مالية لأسر الضحايا في محاولة لاحتواء الموقف، ويُتوقع سفره إلى نيروبي خلال الساعات القادمة.
فوضى عارمة وأمطار تزيد المعاناة
هطلت أمطار غزيرة على مدينة نيالا مساء اليوم، مما فاقم أوضاع آلاف المدنيين العالقين وسط الانهيار الكامل في النظامين الأمني والإنساني. وتحوّلت المدينة إلى ساحة مفتوحة لانتشار السلاح والمخدرات والاختطاف والابتزاز.
يعيش الأهالي حالة من الخوف المستمر، وسط ترهيب ممنهج لكل من يحاول كشف الحقيقة أو الحديث عنها. حتى المصدر الذي نقل المعلومات لفريقنا طلب عدم نشر مراسلته خوفًا على حياته.