توافق إقليمي …….. تحذير جماعي من 22 دولة عربية وإسلامية بعد ضربات إسرائيل لإيران

متابعات / سودان سوا
أصدرت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بياناً مشتركاً بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول العربية والإسلامية، عبّرت فيه تلك الدول عن قلقها البالغ إزاء التصعيد المتسارع في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويأتي هذا التحرك المشترك بعد اتصالات مكثفة أجراها وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي مع عدد من نظرائه، أسفرت عن التوافق على إصدار موقف موحّد يعكس رفضاً واضحاً للتصعيد العسكري في المنطقة، والدعوة إلى تغليب الدبلوماسية والحوار.
وشارك في البيان وزراء خارجية كل من مصر والسودان والسعودية والإمارات وقطر والكويت والأردن والعراق وليبيا والجزائر وتركيا وباكستان وسلطنة عمان والبحرين وتشاد وجيبوتي وجامبيا وموريتانيا والصومال والقمر المتحدة وبروناي دار السلام، في خطوة تؤكد وجود توافق إقليمي بشأن خطورة الوضع الراهن، وضرورة اتخاذ مواقف واضحة ضد أي انتهاكات لسيادة الدول أو خروقات للقانون الدولي.
وأكد البيان رفض وإدانة هذه الهجمات باعتبارها خرقاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وانتهاكاً لمبادئ القانون الدولي، وشدد على أهمية احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها والامتناع عن الأعمال العدائية التي قد تؤدي إلى تصعيد واسع وغير محسوب في المنطقة. وأعرب الموقعون على البيان عن قلقهم العميق إزاء التبعات المحتملة لهذا التصعيد، لا سيما في ظل تزايد التوترات الإقليمية، مشيرين إلى أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تفضي إلى تسوية دائمة للنزاعات، بل تزيد من تفاقم الأزمات وتعريض المدنيين للخطر.
ودعا البيان إلى وقف فوري للأعمال العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات كسبيل وحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام بشأن البرنامج النووي الإيراني. كما شدد الموقعون على ضرورة حماية المنشآت النووية الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذرين من استهدافها لما يشكله ذلك من خرق جسيم للقانون الدولي الإنساني.
كما طالب البيان بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، داعياً جميع دول المنطقة للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية دون استثناء، والعمل وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة. وشدد الموقعون على البيان أيضاً على ضرورة حماية حرية الملاحة في الممرات الدولية وتجنب أية أعمال قد تؤدي إلى زعزعة الأمن البحري.
ويعكس هذا البيان المشترك موقفاً إقليمياً موحداً يعارض التصعيد ويطالب بحلول سلمية قائمة على الحوار واحترام القانون الدولي، في لحظة توتر تشهدها المنطقة على خلفية التصعيد بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي يعزز من أهمية الأصوات الداعية لضبط النفس وتغليب صوت العقل علي لغة السلاح .